حقّق وزيرُ الثقافة والإعلام (د. عبد العزيز خوجه) مُنجزاتٍ إعلاميةً معروفة، فبعد تسلُّمه حقيبته بأحدَ عشرَ شهراً، أَطْلَقَ خمس قنوات فضائية جديدة (القرآن الكريم، السُّنة النبوية، الاقتصادية، الثقافية، الأجيال) ثم أطْلقَ العامَ المنصرم سِتَّ قنوات رياضية، يضاف إلى ذلك أنه يكاد يكون أول وزير في الحكومة، يرحب بالنقد، ليس نقد أداء الوِزَارة فحسْب، بل نقده شخصيا، إذ قال: " انتقدوني وانتقدوا أداء وزارتي" (صحيفة الوطن، غرة صفر 1432ه الصفحة الأولى). وأنا لا أسمحُ لنفسي بنقد معاليه شخصيا، فَهُوَ إنسانٌ مُهَذَّب، ومُؤَدّب، ومُتِواضِع، ولَبِق، والرجُل مُهَتمٌّ الآن بقضايا الشباب، ولذلك قال:" إن وزارة الثقافة والإعلام، على أتم استعداد للاهتمام بالشباب ورعايتهم" ( صحيفة المدينةالمنورة، 4 جمادى الآخرة 1433ه، ص 7) واهتمامه هذا ينطلق من كَوْن الشباب السعودي زهاء أربعة ملايين شاب وشابة (التعداد السكاني عام 1431ه) أيْ نحو (21%) من إجمالي السكان السعوديين، ونحو (35%) في عُمْر العمَل، ويعلم معاليه أن المادة (11 ) من السياسة الإعلامية نصّتْ على أن" ترعى وسائل الإعلام السعودية الشباب رعاية خاصة،تنبثق من الإدراك الواعي للمرحلة الخَطِرَة التي يَمُرّون بها، ابتداء من سِنِّ المُرَاهِقة، إلى مرحلة سِنِّ الرُّشْد، وتخصص لهم البرامج المدروسة، التي تعالج مشكلاتهم، وتلبي حاجاتهم، وتصونهم من أيِّ انحراف،وتُعِدُّهم إعداداً سليماً قويّاً في: الدِّين، والخُلُق، والسُّلوك" بالإضافة إلى أنّ الرجُل يعلمُ أنّ وِزَارة الاقتصاد والتخطيط شرعت في إعداد استراتيجية للشباب، ومجلس الشورى يناقش نظاماً لهم، ناهيكم عن أن كثيراً من الشباب، وَفْقاً للخُطّة" لديهم وقت فراغ كبير، يتراوح بين 4 إلى 12 ساعة يوميا" محذرة من المخاطر المترتبة عليه، إذ إنه كما قالت:" يحمل في طياته مخاطر تربوية، واجتماعية تُوَلِّدُ قلقا لدى الشباب والمسؤولين عنهم" ويعلم معالي الوزير الموقر، أن نتائج استطلاع رأي بين عيَّنة من الشباب السعودي، كشفت عن أنّ (58%) منهم قالوا: " إنّ على الإعلام الحكومي مواكبة التغيير" وأجمع (46%) منهم على أنّ "القضايا والموضوعات، التي تناقَشُ في الإعلام السعودي، المرئي والمقروء، لا تُلامِسُ الشباب إطلاقا" واتفق (32%) منهم على أن "الإعلام الحكومي، مخصص للمناسبات الرسمية فحسب" ورأى (4%) فقط عكس ذلك. هذه النتائج طُرِحَتْ في اليوم الأخير من أيام منتدى الغد (29 جمادى الأولى 1432ه) بحضور معالي وزير الثقافة والإعلام (د. عبد العزيز خوجه) الذي علّق عليها بقوله:" إنهم في الوزارة ينظرون إلى هذا الأمر بأهمية بالغة، بُغْيَةَ تعزيز الثقة في الإعلام الحكومي السعودي"(صحيفة الرياض، غرة جمادى الأولى 1432ه، ص 20). كل هذه العوامل وغيرها، تجعلني أجدد مطالبتي بإطلاق قناة فضائية خاصة بالشباب، فأنت لهم يا معالي الوزير بعد الله، وفّقَك الله وأعانك. [email protected]