كان يوم الخميس يومًا تاريخيًا في حياة الشعب الفلسطيني وبالنسبة للعرب والمسلمين وكل أصدقاء الحرية والعدالة والسلام في العالم والذي تمثل في تصويت أغلبية ساحقة من أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى جانب قبول عضوية فلسطين كدولة مراقبة في المنظمة الدولية. والخطوة في الطريق الصحيح لنيل الفلسطينيين حقوقهم كاملة في إقامة دولتهم المستقلة في التراب الفلسطيني وفق حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف و إنهاء الاحتلال للتراب الفلسطيني وإنهاء وجود المستوطنات مع حل مشكلة اللاجئين وفق ما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية. لقد أزعج الاعتراف العالمي بفلسطين كدولة مراقبة في الأممالمتحدة وأربك قادة الكيان الصهيوني الذين بذلوا قصارى جهودهم لتخذيل بعض الدول والضغط على أخرى وشراء صمت بعض الأقطار واستخدام اللوبي الصهيوني لكسر إرادة بعض الدول لكن دائما ما يعلو صوت الحق الذي لا يضيع إذا كان وراءه مطالب لذا انتصرت فلسطين وانهزمت قوى الشر والعدوان، والموالون للكيان العنصرى شر هزيمة. لقد خطت فلسطين خطوة جبارة وهي في طريقها لإنشاء وطنها وإدارته بكل اقتدار وتأسيس كيانها الذي حاول الاسرائيليون من عام 1948 نفيه وتشريد الفلسطينيين في الشتات وشن الحروب الجائرة عليهم من أجل تثبيت كيانهم العنصري وظلم الفلسطينيين أصحاب الأرض الحقيقيين لكن دائما ما تنتصر الحقيقة وتعلو. لقد آن الأوان لإسرائيل بأن تسلم أن زمن الاستئساد والبغي والعدوان قد ولى وأن لكل جريمة عقابًا وأن عليها أن تسلك من الآن سلوك دولة تحترم القانون والشرعية الأممية وتنصاع إليهما وتعطى الحقوق لأهلها إذا كانت تريد أن تعيش في المنطقة وأن تفهم أن التصويت الكاسح لصالح فلسطين في الجمعية العامة بمثابة ضوء تحذيري من المجتمع الدولي لها يشير إلى نفاد الصبر الدولي على الاحتلال وعلى الكيان العبري وقادته إعادة حساباتهم.