أوضح الدكتور محمد عبدالرحيم كافود وزير التربية والتعليم العالي السابق بدولة قطر إلى أن تداعيات ما يعرف بالربيع العربي كواحدة من إفرازات الصراعات الفكرية والثقافية نتيجة جاء نتيجة للخلل الموجود في المنظومة الثقافية بالمنطقة التي لم تستطع خلق قوالب مشتركة في الأساسيات والثوابت، كما أن ما يحدث فيها من صراعات يدل على ثقافة (مهلهلة) ليست جامعة، بقدر ما هي مفرقة، مبينًا أنه في أحداث 11 سبتمبر عادت أمريكا والدول الأوروبية إلى قيمها الثقافية تحتكم إليها وتنظر في نظام المناهج، داعيًا إلى إعادة النظر في منظوماتنا الثقافية ومؤسساتنا التربوية والإعلامية، كما أشار إلى أن الكتاب العربي بحاجة إلى تطوير وعدم الحشو والدقة فيما يُكتب فيه. جاء ذلك في كلمته بمناسبة تكريمه في منتدى الاثنينية يوم الأول من أمس، حيث أشار في ثناياها إلى أن مؤسسات وأجهزة دول مجلس التعاون الخليجي لم تستطع خلال ثلاثين عامًا هي عمر المجلس أن تخلق قاعدة مشتركة بين أبناء المجتمع الواحد الذين لا يختلفون في الأصول، مؤكدًا أن غياب الفكر الوحدوي في الثقافة الخليجية جعل المنطقة تعيش في نوع من الضبابية الثقافية. داعيًا إلى ضرورة توجيه الاقتصاد لخدمة الثقافة مستشهدًا بتجارب المجتمعات الأخرى التي تجاوزت كل الخلافات لتصل إلى الوحدة (الاتحاد الأوروبي نموذجًا). وعزا كل ذلك لغياب المؤسسات الثقافية المشتركة في دول المجلس التي تجمد نشاط بعضها وأغلق بعضها وإلى دور المناهج الدراسية التي ابتعدت عن تناول هذه القضية التي لا يشار إليها في الاحتفالات الرسمية بالأيام الوطنية لدول المنطقة، كما أن لغياب دور الإعلام، وانحسار نشاط منظمات المجتمع المدني كبير الأثر. وكان مؤسس الاثنينية عبدالمقصود محمد سعيد خوجة قد استهل الأمسية بكلمة ترحيبية تناول فيها إسهامات كافود، كما تحدث عدد من المثقفين والمفكرين السعوديين مرحبين بالضيف، حيث قدم الدكتور عبدالمحسن القحطاني شهادته عن الضيف الذي زامله في مرحلة الدراسات العليا في جمهورية مصر العربية واصفًا إيّاه برائد ومؤسس المدرسة النقدية الأدبية في قطر، كما تحدث الدكتور عبدالله مناع واصفًا التجربة القطرية بالملهمة بما تملكه من حضور قفز بها من دولة صغيرة إلى دولة كبيرة في المنطقة استطاعت بطموحها وأحلامها أن تحقق هذه المكانة، كما تحدث سعود علي الشيخي مدير عام الثقافة والإعلام بمنطقة مكةالمكرمة عن قيمة ما أنجزه الضيف على الصعيد الأدبي و الفكري، وشهدت الأمسية العديد من المداخلات والأسئلة.