خطف الجانب السعودي الاضواء أمس في مستهل فعاليات تدشين مركز خادم الحرمين الشريفين العالمي للحوار بين اتباع الاديان والثقافات وفيما استعرض الجانب النمساوي جهوده في تعميق فكرة الحوار مع دول اوروبا وامريكا، قدم الجانب الاسباني تجربته في اقناع المتطوعين بالانطلاق بالفكرة الى آفاق عالمية. وقال رئيس الجانب الاسباني عندما سمعنا عن مبادرة تعزيز الحوار بين الديانات والثقافات انطلقنا دون انتظار. وجاءت مجموعة من المتطوعين لتكريس جهودهم معنا حتى نتمكن من ايجاد الحل الانسب لمشكلة سوء الفهم الذي يحدث بين اتباع الديانات والثقافات. ومضي قائلا: لقد ساهمت احداث 11 سبتمبر في توسيع الهوة.. ولما كان المركز قيد البحث انطلقنا للمشاركة بشكل جدي في الدعوة لضرورة احترام التعددية الدينية والثقافية. وطوال هذا الوقت وحتى الأن نحاول اقناع ساسة العالم بضرورة تطبيق ما وعدوا البشرية به. اننا ندعو ايضا كافة مؤسسات المجتمعات المدنية في انحاء العالم للقيام بدورها في هذا المجال سعيا لتحقيق المبادئ العالمية المشتركة الحرية - العدل - احترام الآخر وهي تعاليم موجودة في الاسلام والمسيحية واليهودية. شيئا فشيئا اهتدينا لفكرة مسار سانتياجو لينضم الينا نحو 90 الف شخص يشاركوننا في تحقيق الحلم ويزودوننا بافكارهم المعتبرة. لقد اصبح بامكاننا الآن ان نحول هذا العدد الضخم الى سفراء حقيقيين لنشر روح الحوار والتسامح في انحاء العالم. انها فكرة سياحية ايضا تدر دخلا كبيرا للشعوب. ومن مسار سانتياجو انتقل المتحدث الاسباني للحديث عن مسار ابراهيم الخليل معتبرا ان الاشتراك في هذا المسار او في هذا الرحلة سينشئ اجيالا محبة للحوار والتسامح ومكتشفة للثروات في بلادها.. انهم رسل السلام للعالم كله حيث يستهدفون اقناع العالم بان قيمنا مشتركة وخلافاتنا اصغر بكثير مما نتفق عليه. وعقب نهاية استعراض التجربة الاسبانية توالت الاسئلة حيث سأل احد ممثلي الجانب الهندي عما اذا كان مسار ابراهيم هو الطريق الذي سلكه سيدنا ابراهيم عليه السلام فاجاب ممثل اسبانيا بانه هو! هنا تدخل محمد المالكي من مكةالمكرمة ليؤكد ان معرفة طريق الحوار والسلام لا تقتصر على مثل هذه المسارات ومؤكدا ان الطريق لمعرفة السلام والرحمة والتسامح ليس بسلوك مسار ابراهيم وانما بمعرفة الله.. عندها عبر الحضور عن اعجابهم بالمداخلة السعودية. السعودية تتحدث عن نفسها جاء دور الجانب السعودي فتحدث الدكتور فهد السلطان نائب رئيس مركز الحوار الوطني مستعرضا التجربة السعودية في تعميق الحوار. وقال الذي حدث في بلادي ان خادم الحرمين الشريفين اراد ان نتعلم الحوار ونعلمه للاجيال فكانت مبادرته الاولي بان نبدأ الحوار اولا في حديقتنا الخاصة قبل ان ننتقل به الى حدائق العالم. اننا نستهدف نشر ثقافة الحوار وتعميق قيم التسامح والتعددية الثقافية لايماننا التام بان ذلك هو طريق نزع الخلافات وبترها.وفي هذا الطار نطبق انشطة عديدة وبرامج تدريبية كثيرة.. ولعل من اهم انشطتنا الحوار الوطني الداخلي الذي بدأناه في عام 2003 وفي كل عام نختار موضوعا رئيسيا للمناقشة ونسلط عليه الاضواء الكاشفة حيث يشارك اشخاص من خلفيات وثقافات متعددة.. بل ان المهم لدينا في حوارنا الوطني الداخلي ان يأتي الجميع سنة وشيعة واسماعيلية.. والجميل كذلك ان 50 في المائة من المشاركين من النساء. وعقب كل حوار يحرص خادم الحرمين الشريفين على الالتقاء بالمشاركين والتحاور والنقاش معهم بروحه الابوية المتميزة. بعد ذلك فكرنا وقررنا ان نعود الى الجذور.. وهنا اترك المجال لزميلتي امل المعلمي.. أمل تبهر الحضور بدأت المعلمي بالحديث عن آلية التدريب في مركز الحوار الوطني السعودي منطلقة من العناصر الاساسية في صقل الشخص المحب للحوار وهي العائلة - المدرسة - المسجد ومضت تقول اننا نهتم كثيرا بهذه العناصر على مستوى جميع المدن والقرى.. ولدينا الان نحو 100 ألف متدرب من داخل المملكة والفان من خارجها. ولدينا كذلك مدربون خبراء في هذا المجال من جامعاتنا السعودية المنتشرة في ربوع الوطن مستهدفين الوصول بعدد المتدربين خلال السنوات الثلاث المقبلة الى ثلاثة ملايين متدرب ومتدربة.. والسؤال الآن: لماذا ندرب الناس؟ تجيب أمل: نريد ان نصل لقيم راسخة في فن الحوار وطريقة الحوار حتى نصقل انفسنا في الداخل اولا ثم ننطلق الى آفاق عالمية. وفي هذا الاطار لدينا برنامج للتدريب بالتواصل .. ولدينا برنامج للحوار داخل العائلة باعتبارها اساس كل المجتمعات ونرى انه لابد من تعليم العائلة على قواعد وأصول الحوار بين الزوجين من جهة وبينهما وبين اطفالهما في الصغر من جهة ثانية.. اننا نستهدف بذلك الانتقال بالحوار الداخلي في الاسرة للحوار مع الاخرين في المجتمع. وتمضي امل المعلمي تقول: نسعى بجدية لتعميق الحوار بين طلاب المدارس والمعاهد والجامعات وفي ذلك ايضا لدينا برامج مختلفة.. وسعيا للتواصل مع شرائح المجتمع نقوم بطبع الكتب والنشرات وتوزيعها على نطاق واسع.. كما قمنا بتأسيس مركز معلومات كامل عن فن الحوار. قافلة الحوار . كان من الواضح ان السعودية امل خطفت الانظار من الجميع وربما شجعها ذلك على الاستمرار في الحديث بتوسع عن قافلة الحوار التي تجوب القرى وهي تحمل شبابا وشابات قادرين على نشر ثقافة الحوار.. في المدارس والمناسبات وفي المساجد والاندية ..انها منظومة متكاملة.. كما لدينا مقهي ثقافي للحوار نستهدف من خلاله الوصول لأكبر شريحة من الطلاب. كانت علامات الدهشة قد ارتسمت على ملامح الحضور، وعندها وقف الدكتور محمد السعيد الاستاذ بجامعة أم القرى مطالبا العالم بالتعرف على الدور الحقيقي للمرأة السعودية. ومن جديد يدخل الدكتور فهد السلطان مذكرا ببرنامج جسور ومتحدثا عن سبعة ملايين عامل وافد نطبق معهم برامج التعامل والتواصل بحب وألفة.. لقد سئم الشباب من المقالات والكتب ولذلك نقدم لهم برامج عملية مباشرة نستشعر اثرها كل يوم.. ولدينا كذلك برنامج سفير حيث ننظم لقاءات واجتماعات مع الجاليات في السعودية بهدف تبادل المعلومات والخبرات. كما اننا فخورون بالدخول في شراكات مع منظمات عالمية عديدة منها الكشافة العالمية ومنظمة اليونسكو.