شهدت الأحياء الجنوبية من دمشق أمس، معارك عنيفة وقصفًا، فيما توجه رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني إلى تركيا التي تستعد لنشر صواريخ «باتريوت» على حدودها مع سوريا في خطوة يؤكد حلف شمال الاطلسي انها دفاعية وتنتقدها دمشق وحلفاؤها. على الارض، وقعت اشتباكات ليلا وصباحا بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين استمرت ساعات عدة في حيي القدم والتضامن ومحيط الحجر الاسود في دمشق تخللها قصف على المنطقة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وفي ريف دمشق، قصفت طائرات حربية مناطق عدة في الغوطة الشرقية صباح أمس، بحسب المرصد الذي اشار الى تعرض مدينة الزبداني في الريف للقصف من القوات النظامية. وقال قائد ميداني يعرف نفسه باسم الشيخ توفيق لصحافي: «عندما تسقط كتيبة الشيخ سليمان، سيتحرر كل القسم الغربي من محافظة حلب»، مشيرًا الى ان دور مدينة حلب سيحين بعد ذلك. وسجل المقاتلون المعارضون تقدمًا على الارض خلال الاسابيع الماضية في منطقتي الشمال والشرق، اذ استولوا على مقر الفوج 46 في ريف حلب التابع للقوات النظامية، كما سيطروا قبل يومين على مدينة الميادين في محافظة دير الزور (شرق) وفيها مقر كتيبة للدفاع الجوي. وفي محافظة الحسكة (شمال شرق)، افاد المرصد عن «هدوء يسود مدينة رأس العين (الحدودية مع تركيا) في ظل جهود يقوم بها بعض الاطراف للوصول الى مصالحة» بين المقاتلين الاكراد والمقاتلين المعارضين الذين دخلوا المدينة في التاسع من نوفمبر بعد معارك دامية مع القوات النظامية انتهت بانسحاب هذه الاخيرة. ووقعت خلال الايام الماضية معارك بين مقاتلين من «جبهة النصرة» ولواء «غرباء الشام» الاسلاميين المتطرفين من جهة ومقاتلين من «لجان حماية الشعب الكردي» التابعة للهيئة الكردية العليا الذي يعتبر حزب الاتحاد الديموقراطي أبرز مكوناتها من جهة ثانية. وكان المرصد أفاد الجمعة عن حشد متبادل لقوات الطرفين في المدينة. واتفقت المجموعات الكردية الرئيسية في سوريا على تشكيل قوة عسكرية موحدة لمواجهة المقاتلين المعارضين الاسلاميين في شمال شرق البلاد، بحسب ما افاد مسؤولون وناشطون اكراد. دبلوماسيا، توجه رئيس مجلس الشوري الايراني علي لاريجاني إلى تركيا بعد زيارتين الى لبنان وسوريا حيث التقى الرئيس السوري بشار الاسد. وأدانت طهران الجمعة طلب تركيا من حلف شمال الاطلسي نشر صواريخ «باتريوت» على الحدود التركية السورية. واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ان نشر الصواريخ لن يساعد على حل الوضع في سوريا بل «سيؤدي الى تفاقمه وزيادة تأزيمه»، داعيا الى البحث عن «حلول سياسية للازمات الاقليمية».