حذَّرت روسيا تركيا من نشر صواريخ باتريوت قرب حدودها مع سوريا، وحثّتها على العمل من أجل حل سياسي، كما أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس الخميس. وقال الناطق باسم الوزارة ألكسندر لوكاشيفيتش إن «عسكرة الحدود التركية السورية يُعد إشارة مقلقة» في تعليقه على طلب أنقرة من حلف شمال الأطلسي نشر صواريخ باتريوت على أراضيها. وأضاف: «نصيحتنا إلى زملائنا الأتراك هي شيء آخر: استخدام نفوذهم على المعارضة السورية للتوصل في أسرع وقت ممكن إلى بدء حوار بين الأطراف السوريين، وليس عرض عضلاتهم عبر إعطاء منحى خطير للوضع».. وتابع الناطق الروسي: «سنرى رد فعل شركائنا في حلف شمال الأطلسي». وقال إن «مثل هذه التحركات لا تزيد بالتأكيد من التفاؤل حيال حل سياسي سريع» في سوريا. إلى ذلك بات المقاتلون السوريون المعارضون يسيطرون على أجزاء مهمة من شرق البلاد على الحدود مع العراق، بعد سيطرتهم الخميس على مدينة إستراتيجية في شرق سوريا. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في اتصال مع فرانس برس إن «المنطقة التي تمتد من الحدود العراقية إلى دير الزور (التي لا تشملها المنطقة التي استولوا عليها) أصبحت أهم قطاع في سوريا لا يسيطر عليه الجيش بالكامل». وبعد حصار استمر نحو ثلاثة أسابيع، استولى المقاتلون المعارضون أمس على كتيبة المدفعية قرب مدينة الميادين في ريف دير الزور، بعدما شنوا هجوماً عليها أدى إلى مقتل ستة جنود نظاميين، بحسب المرصد. وأوضح عبد الرحمن أن مدينة الميادين باتت خالية من أي وجود للقوات النظامية، مشيراً إلى أن عناصرها «التي كانت متمركزة في الكتيبة انسحبت في اتجاه مقر عسكري آخر يبعد نحو 80 كم» عن المدينة. وكان المقاتلون سيطروا الأحد على «الفوج 46» وهو قاعدة عسكرية ضخمة في الريف الغربي لمحافظة حلب (شمال)، وذلك بعد حصار استمر نحو شهرين. وكان العميد المنشق محمد حمد الفج الذي قاد الهجوم قال لفرانس برس أمس إن الاستيلاء على الفوج «نصر كبير للثورة»، مضيفاً «أنه أحد أكبر انتصاراتنا منذ بداية الثورة»، مؤكداً مقتل «حوالي 300 جندي في المعارك وأسر حوالى سبعين آخرين». في المقابل، كانت القوات النظامية تمكنت الأربعاء من صد هجوم للمقاتلين على كتيبة الدفاع الجوي في الشيخ سليمان في المنطقة نفسها، بحسب المرصد. وباتت هذه الكتيبة العائق الوحيد أمام «تحرير» المقاتلين المعارضين مناطق واسعة في شمال سوريا تمتد من الحدود التركية وصولاً إلى حلب كبرى مدن الشمال. ويرى محللون أن النظام السوري قلص طموحاته في السيطرة الميدانية في مواجهة حركة عسكرية معارضة تسجل نقاطاً متزايدة على الأرض، وأنه يسعى إلى تركيز قوته العسكرية في دمشق ووسط سوريا والمنطقة العلوية في الشمال الغربي.