أكد عاملون في قطاع البناء والتشييد أن تبعات الارتفاعات المتكررة في أسعار الحجر الأردني في غضون الأشهر الماضية، من الممكن أن تدفع ببعض المطورين العقاريين وأصحاب العقارات إلى العزوف عن استخدام الحجر في عقود المقاولات الجديدة، مشيرين إلى أن عدم استقرار الأسعار ينذر بتحول وجه الملاّك والمطورين إلى البنايات التقليدية بصورة قد تقلص من انتشار الطرز المعمارية ذات واجهات الحجر. وكانت أسعار الحجر في السوق المحلية سجلت ارتفاعا ملحوظا في الشهور الأخيرة بنسبة 35 % وبلغ سعر المتر 41 ريالا وارجع عدد من التجار هذا الارتفاع إلى الاضطرابات التي تشهدها دولة الأردن التي تعد المصدر الأول الذي يزود احتياجات السوق المحلي من هذا الحجر. أوضح البائع حسام محمد انه لديه مخزون من الحجر لكنه يخشى البيع في الوقت الحاضر نظرًا لتذبذب الأسعار مشيرًا الى ان الاسعار مرجحة للزيادة في الايام القادمة فالمتر الذي يباع اليوم ب 41 ريالا غدًا سيكون ب 51 ريالا نتيجة عدم استقر السعر في السوق وبين حسام أن الغايات الجمالية تقف وراء الانتشار الذي تشهده تلك الواجهات، وتحديدًا في المباني السكنية المنتشرة في المخططات الجديدة بشكل ملحوظ حيث تعطي منظرًا جماليًا في الوجهات. وأكد البائع منير أبو سيف أن الطلب يزداد على هذا النوع من الحجر لكن الارتفاعات المتكررة تقلق التجار ونخشى أن يصل إلى مستويات أكثر ارتفاعا بسبب التوترات التي تشهدها مملكة الأردن في الوقت الراهن لافتا إلى أن التوقعات تشير إلى احتمالية أن تلامس أسعار الحجر الأردني سقف ال 40 % الأمر الذي دفع التجار إلى تخزين الكميات الموجودة لديهم وعدم تصريفها. اما المواطن سعيد الحربي فقد أوضح انه على وشك تشطيب منزله الجديد لكنه فوجئ بشح في إنتاج الحجر الأردني وارتفاع أسعار المعروض الأمر الذي أوقعه في حيرة لكنه يصر على الانتظار قليلا ربما تحدث انفراجة في الأسعار ويستطيع استكمال منزله حيث يعد الحجر الأردني من السمات المميزة لواجهات البنايات مع التوسع العمراني، خاصة في الفلل والعمائر السكنية التي بدأت تكسو وجهتها المشيدة حديثا بأشكال متباينة من الحجر الأردني. ويعلق المقيم جهاد حسن الذي يعمل في مجال تركيب الحجر أن الإضرابات التي تحدث في المملكة الأردنية بسبب ارتفاع أسعار مواد النفط كانت وراء شح المعروض نتيجة توقف الاستيراد ويأمل أن تحدث انفراجة في هذه الأزمة التي أثرت على حجم المعروض من الحجر الأردني قي السوق السعودية وتسببت في رفع الأسعار. يتميز الحجر بصلابته في مواجهة الظروف المناخية والعوامل الجوية الصعبة، ولا يتأثر بالرطوبة الجوية ودرجات الحرارة العالية، ما يمنحه ميزة العمر الأطول في مواجهة أقسى الظروف المناخية صعوبة، ما شجّع على استخدامه في واجهات البنايات ورغم ارتفاع الأسعار، ما زال الحجر يعكس المشهد العام للمباني، وتوافر أنواع مختلفة منه بحسب مواصفاتها وأسعارها، منحت المقاولين فرصة لخيارات أكثر، إضافة إلى توفر استراتيجي كبير من المواد الأولية لمنتجات هذه الصناعة. فهنالك حجر معان، وهو الأفضل في الأردن من حيث الخصائص الفيزيائية، وله أسماء عدة نسبةً إلى المواقع المحلية، منها «السطح» (ويُعرف باسم «سطح معان»)، «الجزيرة»، و«جردانة»، وهي متوافرة في درجات متباينة من الجودة، حيث تصنف إلى نخب أول، ونخب ثانٍ و«دبش». أما حجر الرويشد فيعدّ من الأنواع الجيدة من هذا النوع، وهو يمتلك الخصائص نفسها التي تميز حجر معان تقريبا، إلا أنه أقل بياضًا، وهو يؤخذ من المستوى الطبقي نفسه لحجر معان. والاسم نسبة إلى منطقة رويشد جنوب الأردن.