فتحت وفاة وافد اثيوبي أمس ملف الصعقات الكهربائية المميتة مع كل زخة مطر يبتهج الناس ويفرحون بقدومها، وكانت لعمود الكهرباء بحي الجامعة قصص مبكية حيث أصيب اثنان من جيرانهم بصعقات كهربائية، محذرا ومهددا لكن المسؤولين حينها لم يأخذوا الاحتياطات الكافية لذلك كانت ضرباته وصعقاته الثالثة والرابعة في مقتل، إذ كان سببا في وفاة اثنين من الجيران, آخرهم صباح أمس وهو (مقيم) إثيوبي في العقد الثالث من عمره تقريبا. بداية الحكاية وتعود القصة عندما استيقظ المقيم الاثيوبي وهو في العقد الثالث من عمره تقريبا في السابعة كعادته كل صباح متجها إلى عمله مر بشارع (الرباط المقدس) طالبا سيارة أجرة نحو شارع (السيرة العطرة) الشهير بحي الجامعة, ولم يدر حينها أنها اللحظات الأخيرة له في هذه الحياة, ولأن الشارع كان مليئا بمياه الأمطار حاول أن يتخطى الدرب بطريقة لم يعلم حينها أنها طريق هلاكه إذ حاول عبور الطريق بلمس العمود الكهربائي ظنا منه أنه طريق السلامة من المياه بالفعل نجا من المياه المرة الأولى, لكن الموت باغته في العمود ذاته الذي نجّاه في الكرّة الأولى لينطبق عليه المثل العربي «من مأمنه يؤتى الحذر»!. صرخ واستغاث ولكن لحظة الموت أقرب إليه من كل شيء, لفظ أنفاسه الأخيرة مودعا الحياة تاركا رسالة للجهات المعنية علّها تستفيق من سباتها الطويل وتجاهلها لأرواح البشر!. «المدينة» تواجدت في موقع الحدث صباح أمس حيث اشتكى عدد من المواطنين المجاورين للعمود الذي أطلقوا عليه عمود الموت وطالبوا الجهات المختصة بسرعة اتخاذ حلول عاجلة لهذه المشكلة التي ظلت تؤرقهم منذ أربع سنوات. استيقاظ للموت وقال سمير الشمراني وهو المواطن الذي قام بإبلاغ الجهات المختصة بشأن الوفاة: «استيقظت في السابعة صباحا للذهاب إلى العمل فتفاجأت بتجمهر الجيران حول جثة ملقاة بذات العمود الذي توفي بجواره أحد الجيران العام الماضي فقمت على الفور بالاتصال على الدوريات الأمنية والهلال الأحمر والكهرباء وبالفعل حضروا وكان في مقدمتهم الهلال الأحمر ثم الشرطة في الساعة 11.00 صباحا برفقة الطب الشرعي, وبعد الكشف عليها تم نقلها إلى ثلاجة إدارة الطب الشرعي بجدة». وأضاف الشمراني: «اتصلت على الأمانة على رقم 940 ولكنهم لم يتجاوبوا معي حتى الواحدة ظهرا! ولكن لا حياة لمن تنادي!. حلول بدائية فيما قال المواطنون منصور الحازمي وعبدالله حجاج, وأبو أحمد: «قمنا بإبلاغ الكهرباء عند العمود وما يشكله من خطر على السكان فقامت شركة الكهرباء بفصل الإنارة عنه ثم ما لبث أن أعادتها إليه متجاهلة الخطر وبعد سلسلة من الاتصالات والبلاغات قامت بطلائه بمادة الاسفلت لعزل المياه عن وصولها أسلاك الكهرباء داخل العمود الذي يقع في أرض منخفضة لذلك ما إن يأتي المطر ويرتفع منسوبه على قاعدة العمود إلا ويشكل خطرا كبيرا على السكان وخاصة أطفالنا لكن هذه المحاولة البدائية من الشركة من الطبيعي ألا تفلح, حيث لقي أحد المقيمين مصرعه بالصعق في ثاني حالة وفاة ورابع ضحية». مسؤولية الأمانة من جانبه تحدث رئيس القطاع الغربي بشركة الكهرباء المهندس عبدالمعين الشيخ أن أعمدة الإنارة من مسؤولية أمانة محافظة جدة وليس لشركة الكهرباء أي مسؤولية بما فيها الصيانة سوى توصيل عدادات الكهرباء للأحياء. وأضاف تعليقا على حادث الوفاة: «من المفترض أن يقوم الدفاع المدني بفتح تحقيق في الموضوع واستدعاء مندوبين من الأمانة وشركة الكهرباء لمعرفة الخلل وتحديد الجهة المتسببة في القضية, وهذا لم يتم حتى الآن».