قال الناقد الأدبي والثقافي د.عبدالله الغذامي إننا الآن نشهد حقيقة ثقافية وهي أن النخبة قد سقطت في الوقت الحاضر ولم يعد لها وجود. وأضاف الغذامي في تصريح ل(الرسالة) أن هناك دعوى قديمة تزعم أن الجماهير تسير خلف المثقفين والنخب وما يرسمونه لها وأن تلك الجماهير كانت دومًا محتاجة إليهم وتجري وراءهم، لكنه أكد أن هذه الدعوى غير صحيحة في الماضي والحاضر؛ ودلل الغذامي على ذلك بما أظهرته وسائل الاتصال والتواصل الحديثة التي كشفت أن الناس جمهور عريض يعي ويدرك ويعبر بطريقة جيدة جدًا عن نفسه، وهو ليس بحاجة إلى وصايات من أحد كما تدل عليه كل المؤشرات القائمة، وأشار الغذامي إلى كتابه الذي نشر قبل ثماني سنوات في (2004) الموسوم ب(الثقافة التلفزيونية..سقوط النخبة وبروز الشعبي) والذي أوضح من خلاله إلى وجود مؤشرات على نظريته هذه، غير أنه أكد أن ما حصل مع ما يسمى ب"الربيع العربي" أصبح حقيقة على الأرض وليس مجرد مؤشرات، وأضاف الغذامي أن المتابع في وسائل الاتصال الاجتماعية في تويتر وغيره يدرك أن الناس لا يعبئون بما يسمى النخبة، بل صار كل إنسان يعبر عن ذاته وبذاته ولذاته، وهذه هي الحقيقة الثقافية التي نشهدها الآن وهي تأكيد تام على سقوط النخبة. وعن الأطروحات والكتابات والإنتاج الثقافي للنخب والمثقفين قال الناقد الأدبي والثقافي: "إنه لا معنى لوجود لا تأثير له"، مشيرًا إلى أرقام المتابعين في تويتر والصحافة الإلكترونية مقارنة بمتابعي الصحف الورقية أو الكتب والتي تظهر الفارق الكبير بين الحالتين. وبناء على نظريته طالب الغذامي بإلغاء فكرة المثقف من أذهاننا لأنه لم يعد له وجود فضلًا عن أن يكون له دور، مضيفًا أن صوت الناس والجماهير الآن هو الذي يعبر، والذي يعد المصدر الحقيقي للواقعة الثقافية والاجتماعية والسياسية ولكل معاني التفاعل البشري.