في الرياض أقيم حفل كبير بمناسبة شفاء فناننا الكبير أبو بكر سالم بلفقيه، بحضور مجموعة من الفنانين يتقدمهم نجمنا الكبير الوفي عبادي الجوهر وعدد من الإعلاميين. الأستاذ أبو بكر حضر الحفل وكان التعب ظاهرًا على هيأته وصوته، ورغم ذلك كان في غاية السعادة وهو يشهد هذا الاحتفال ويشاهد بقرب مدى حب الجميع له. وأبو بكر فنان رائد له تاريخه الفني العريض الحافل بالعطاء الفني الراقي الأصيل، والحقيقة عندما وُجهت لي الدعوة لحضور هذا الحفل الذي أقامته شركة روتانا لم أتردد لحظة في القبول والحضور للرياض، رغم وجود مناسبة مهمة لي في جدة في نفس اليوم، فأنا واحد من معجبي فن الأصيل (أبو أصيل). والأستاذ أبو بكر (شفاه الله وعافاه) مدرسة فنية كبيرة قدمت الكثير والكثير، وكانت سعادتنا كبيرة بشفائه ولله الحمد من العارض الصحي الذي تعرّص له، وفي الحفل قلت للأستاذ أبو بكر: أنت اليوم رمز الغناء الأصيل والساحة تحتاج إلى وجود أمثالك من الكبار الأصيلين فحمدًا لله على سلامتك وثق يا أستاذ أن محبتك في القلوب ومكانتك الفنية كبيرة جدًا بكبر ما قدمت من أعمال فنية أصيلة خالدة. فقابل كلامي له بابتسامة مليئة بالتعب وقال لي بتواضعه المعهود: شكرًا. وأنا هنا أقول شكرًا لك أنت يا فناننا الكبير على حضورك وعلى كل ما قدمته للفن السعودي والخليجي والعربي، واليوم يا أستاذ أبو بكر أنت فعلا رمز الغناء الأصيل. شكرًا لشركة روتانا، ولكل الفنانين والإعلاميين الذين حضروا، وأكرر شكري الخاص لنجمنا المبدع عبادي الجوهر فنان الوفاء والمشاعر الإنسانية الصادقة. * * * وفي جدة.. احتفت جمعية الثقافة والفنون بالفنان الرائد الكبير الأستاذ حسن دردير (مشقاص) في حفل رائع بحضوره وبحضور فني وإعلامي كثيف، وكان فناننا الكبير في غاية السعادة وهو محاط بهذه الكوكبة من الفنانين والإعلاميين والجماهير، ولقد لفت نظري في الحفل وجود مجموعات كبيرة من الشباب الذين لم يعاصروا حسن دردير، ولكن الفن الأصيل يفرض نفسه دائمًا، والأستاذ حسن دردير من الفنانين الأصيلين، ولهذا فإن الحضور الكبير الذي شهده حفل تكريمه يؤكد على أصالته وأنه فنان لم يقدم سوى الفن الأصيل الهادف وأن هذا النوع من الفن هو الذي يعيش ويبقى ولهذا ظلت أعمال "مشقاص" في ذاكرة التاريخ لأنها أعمال أصيلة من فنان أصيل. كانت ليلة للفن الأصيل، وحسن دردير فنان قدم وأعطى الكثير، وهذا التكريم ما هو إلا قليل من الذي يستحقه هذا الفنان الرائد. * * * حفلات وأمسيات وفاء كثيرة أقيمت مؤخرًا. في الرياض احتفت جمعية الثقافة والفنون بالراحل الكبير طلال مدّاح، وبالفنان الشعبي بشير شنان. وفي جدة افتتحت جمعية الثقافة والفنون صالتها التشكيلية الجديدة واطلقت عليها اسم "صالة عبدالحليم رضوي" تقديرًا ووفاءً من الجمعية للفنان التشكيلي الكبير الراحل عبدالحليم رضوي. رائعة لمسات الوفاء هذه تجاه الرواد من فنانينا الكبار، فهذا أقل ما يمكن أن نقدمه لهم نظير ما قدموه لنا من إبداعات. شكرًا لهم.. وشكرًا لكل من يسهم في تقديم لمسة وفاء لمبدعين يستحقون. إحساس دا إللي حصل من بعد.. ما قضيت أعشار السنين يتهدّم المبنى.. وذاك الحب إللي ساسه متين ما بين طرفة عين.. راح الحبيب الزين.. وراحت معه أحلى ليالي حبي الغالي الثمين. (من إبداعات الرائع أبو بكر سالم بلفقيه من كلماته وألحانه، ومن غناء الخالد طلال مدّاح).