* لم يكن اسم النائب الأسكتلندي جورج غلوي George Galloway غريبًا على الوسط السياسي البريطاني منذ الثمانينيات الميلادية، فلقد كان ينتمي لتيار اليسار الذي اشتدت قواه مع نهاية السبعينيات الميلادية وتميز هذا التيار الذي كان يتزعمه السياسي المعروف “مايكل فووت” والذي قاد حزب العمال لفترة وجيزة بين عامي 1980م 1983م، تميز بمناصرته للشعوب المضطهدة ومن بينها الشعب الفلسطيني الذي كان حزب العمال مسؤولاً بصورة رئيسية عن مأساته عندما حكم بعد الحرب العالمية الثانية 1945-1951م، حيث انسحبت بريطانيا من فلسطين كسلطة انتداب سنة 1948م تاركة الشعب الفلسطيني الأعزل يواجه عصابات “الأرغون” و“شيترن” الإرهابية، ولعل في مناصرة هذا الحزب للحركة الصهيونية هو ما دفع “غلوي” و“كين لفينغستون” و“توني بين” و“روبن كوك” و“كلير شورت” للخروج عن السائد في هذا الولاء المزدوج لإسرائيل والصهيونية وتكوين رؤية مستقلة إزاء الصراع العربي-الإسرائيلي، وعند تعرض البلد العربي -العراق- للحصار الدولي وعانى أطفال العراق وفي مقدمتهم طفلة تدعى “مريم” من مرض سرطان الدم، وعندما تناقلت -أيضًا- وسائل الإعلام مأساة هذه الطفلة تحركت العواطف الإنسانية عند “غلوي” فاستصدر رغم الحظر وبمؤازرة وزير الخارجية الراحل “روبن كوك” Robin-Cook، تأشيرة سفر للعراق رغم الحظر الدولي وقام بجلب تلك الطفلة العربية إلى مدينة “غلاسكو” -عاصمة أسكتلندا السياسية- للعلاج وكان تعاطف “غلوي” الإنساني مع هذه الفتاة وتصويته -لاحقًا- ضد دخول بريطانيا الحرب -إلى جانب أمريكا- على العراق واحتلاله، كان هذا إضافة إلى تعاطفه مع مأساة الشعب الفلسطيني ذريعة لفصله من الحزب، ولكن “غلوي” كان أكبر من ديكتاتورية “بلير” وبطشه، فخاض انتخابات عام 2005م كنائب مستقل وفاز بمقعد عن إحدى دوائر لندن وشكل شبحًا مخيفًا لعصابة المحافظين الجدد والعمال الجدد، واختفى بوش الابن و“بلير” من المسرح السياسي وبقي “غلوي” يواصل نضاله لمؤازرة الشعب الفلسطيني الأعزل وهو يستحق من المؤسسات العربية كل تقدير ومؤازرة لمواقفه الإنسانية