قابلني في مناسبة اجتماعية خاصة، وقد ضمت المناسبة عددًا من الزملاء الذين قضى بعضهم إجازة عيد الأضحى المبارك خارج الحدود، سائحين مع أهليهم وعوائلهم في أرض الله الواسعة، وكان نجم المناسبة صديقي الذي قابلته الأسبوع الماضي صدفةً بعد عودته من رحلة عملٍ قصيرة إلى بعض العواصم الأوروبية، وحدثني متعجبًا عن انتشار محلات الشيشة والمعسل التي انتشي العرب فخرًا بنشرها في كبرى المدن الأوروبية والأمريكية، وهنا قال أحد الحضور مخاطبًا صديقي إياه وماذا عن مشاهداتك الأخرى في أوروبا عواصمها ومدنها الكبرى، قال إنه الاتحاد بين الدول الأوروبية (EA) فهذا الاتحاد كان نعمةً ليس على الأوروبيين وحدهم بل أيضًا علي السائحين من مختلف بلاد العالم، قال أحد الحضور مستفسرًا بتعجب وكيف ذاك؟! أجاب صديقي إنه اتحاد يضم اثنتى عشرة دولة أوروبية تدخلها الآن بتأشيرة دخول واحدة موحدة، نعم فيزا واحدة موحدة هي ما يعرف بتأشيرة الشنجن، ومجرد أن تطأ بقدميك أي مدينة أوروبية تستطيع التنقل بينها وبين مئات المدن الأوروبية الأخرى برًا أو بحرًا أو جوًا بحرية كاملة وبدون قيود وبدون حاجة لتأشيرة أو جواز سفر، وهنا قاطع أحد الجلساء صديقي قائلًا: وماذا عن مزايا الاتحاد الأخرى للمقيم عامة أو للسائح خاصة، انبرى صديقي قائلًا: إنها العملة الموحدة، أو ما يُعرف باليورو، فتنقلك بين العواصم والمدن الأوروبية أصبح سهلًا ميسرًا بتأشيرة دخول واحدة، أيضًا كل تعاملاتك المالية قليلها أو كثيرها، العائلي أو التجاري منها أصبح سهلًا ميسرًا بعملة واحدة موحدة أيضًا، فلا حاجة لعملات متعددة ولا تحويل عملات، ولا شيكات سياحية، بل عملة واحدة موحدة، إنها راحة بال حقًا علّق أحد الحضور مبتسمًا، فأضاف صديقي بحماس، لا ليس ذلك فحسب بل هناك الضريبة الجمركية الموحدة VAT والتي تستطيع وأنت مغادر للقارة الأوروبية أن تستردها من أي مطار وبأي عملة كانت، نقدًا أو على بطاقة تأمينك. ومن آخر المجلس نهض أحد الجلساء منتفضًا متسائلًا: وماذا تريد بكل هذا الحديث عن الاتحاد الأوروبي، أجاب صديقي من فوره: كم أتمنى أن أصحو يومًا و56 دولة مسلمة لها عملتها الموحدة وتأشيرة دخول واحدة، وأحلم يومًا أن أستيقظ لأجد عملة واحدة متداولة وتأشيرة واحدة تجمع 24 دولة عربية من المحيط إلى الخليج، وهنا علا صوت من آخر الحضور قائلًا: لا تذهبوا بأحلامكم بعيدًا فليت 6 دول خليجية تصل لعملة موحدة وتأشيرة دخول واحدة. وهنا ران صمت على الجميع وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح. [email protected]