احتفظ كثير من الناس بمهنته رغم التطور الذي نعيشه هذه الأيام بوجود ما يقوم محلها وخاصة في عملية الطبخ. والعم عبدالرحمن الباهلي أحد كبار السن الذين امتهنوا عملية الطبخ على الحطب في المناسبات الكبرى كالزواجات والأعياد والمهرجانات التي تصاحب كل الفعاليات حيثُ تحدَّث عن هذه المهنة التي مازال يُمارسها للعام الثلاثين في المناسبات كالزواجات والاعياد وكذلك المهرجانات. يقول العم عبدالرحمن إن هذه المهنة التي أعشقها وأجد فيها المتعة في إعداد الوجبات الشعبية الرسمية القديمة وعن الطبخات التي يجيدها قال الطبخ بأنواعه خاصة الكبسات وبعض الأكلات الشعبية التي تشتهر بها منطقة القصيم وبعض المدن الأخرى فكثير من الأكلات متشابهة بس تختلف في الأسماء فقط. ويضيف: أعمل بمفردي في إعداد العشاء أو الغداء، حيث أقوم باحضار القدور والصحون والملاسية من عندي، ويتم اختيار موقع خاص في الطبخ بعيد عن أنظار الناس حتى آخذ راحتي في عملية الطبخ، ولا أحب أن يكون معي أحد إلا من يقوم بالتنظيف والترتيب والحمل والتنزيل فقط، أما باقي الأمور من تقطيع وإشراف فأنا أقوم بها وحدي حتى ينتج الأكل بألذ طعم وجودة. وعن القدور قال الباهلي: تستوعب ما يقارب عشر ذبائح للمقطع (المكسر) والرز له قدر خاص فيه وحسب رغبة صاحب المناسبة، رز أحمر أو أبيض. وعن الأماكن التي يقوم بالطبخ فيها قال في مقر سكني ببريدة وضواحي القصيم والاستراحات والمناسبات الكبيرة لأن عملية الطبخ على الحطب لها نكهة خاصة والكثير يرغبها وسعر الطبخ مثل أي مطبخ ما فيه زيادة عن 150 ريالا. وأضاف العم عبدالرحمن الباهلي أنه لابد أن يكون هناك اهتمام من أهل المناسبة بالطبّاخين وهو ضروري جدًا والسبب لأنّ الطباخ يتعب كثيرًا ويبقى واقفًا مطولًا على قدميه، ويحتاج للترفيه عن نفسه بشرب الشاي وبعض المشروبات الساخنة بشكل دائم ليخفف من تعبه الجسدي أما عملية توزيع الأكل في الصحون لتقدم للزوار فهي أيضًا من مهمة الطباخ ويشرف على ذلك لأنه يتطلب توزيع كمية واحدة على عشرات الصحون التي توزّع، وبمتابعة صاحب المناسبة ومن الصفات التي يجب أن يتحلى بها الطبّاخ الحكمة والصبر ومسايرة الزوّار الذين قد يترددون كثيرًا على مكان الطبخ، وقوة التحمل، علمًا أنني لا أرغب في تواجد أي شخص في مكان الطبخ. وعن كيفية الطبخ تحدث العم عبدالرحمن قائلا: نجهز الموقع من وضع الأثاث المكون من الحجارة القوية المرتفعة حتى يتم إدخال الحطب بسهولة أو المركب أو البلك لوضع القدور عليه وتأمين كميّة كبيرة من الحطب تكفي لإنجاز عملية الطبخ ثم نقوم بوضع اللحم في القدور المخصصة للطبخ ونقدر مقدار الماء عليه حتى لا يكون كثيرا ولا قليلا ويكون للمرقة طعم ثم نتابع بشكل متواصل بتقليب اللحم داخل القدور وإزالة الريم منها وعدم تغطية اللحم حتى لا يسود وبعد نضجه نقوم بتركه على الجمر حتى لا يبرد اللحم ونأخذ المرقة بعدما تتم التكشينة لمن أراد أن يكون الرز أحمر ونضع الرز ونصب عليه المرقة ومن أراد أن يكون الرز أبيض نضع الرز والمرقة ونغطيه ونسحب بعض أعواد الحطب من تحت القدور حتى يطبخ على نار هادئة ولا يجف المرق بسرعة ولا ينهرس الرز. وقال الباهلي إن طلب الرزق ليس فيه عيب مدام العمل يسد رمق أي إنسان لديه قدرة في العمل طلبا للرزق.