وأنت تخطو إلى سوق الطباخة في شارع قربان في المدينةالمنورة، يتبادر إلى ذهنك رؤوس المندي وعندما تترجل وتذهب إلى تلك المحال تكتشف أنها مهنة تملكتها العمالة الوافدة، من اليمن والهند وبنقلاديش، لتبقى بعيده عن متناول أبناء الوطن الذين لم يعد يناسبهم العمل بها. ويصف محمد حمود من اليمن وهو من العاملين في محل لبيع رؤوس المندي، كيفية إعداد رؤوس المندي بقوله: بعد أن نشعل الحطب في التنور ونتركه حتى يصبح جمرا، نضع الشبك الذي نرص فوقه الرؤوس، ثم يتم إغلاق التنور بغطاء حديدي ويوضع فوقه قطع من الخيش المبللة بالطين لسد الفتحات الصغيرة لمنع تسرب الحرارة من داخل التنور. وعن الناحية التجارية في هذا العمل يقول العامل الهندي مشتاق عماد: نشتري رؤوس المندي من المسلخ بسعر 8 ريالات للرأس الواحد ليتم بيعه للزبون بعد طبخه بسعر 15 ريالا، موضحا أنهم يستخدمون النار لإزالة الشعر من الرؤوس بدلا من السلخ ومن ثم تغسل بالماء أربع مرات حتى تنظف تماما. ويشير عماد إلى أن طريقة حرق الرؤوس بالنار قبل وضعها في التنور تتم الساعة السادسة صباحا بعيدا عن الرقابة؛ لأن الأمانة تمنع عملية الحرق لمخالفة للاشتراطات الصحية، لذلك وجهة الأمانة أصحاب المسالخ بعدم بيع الرؤوس لمحلات الأكلات الشعبية قبل سلخها وتنظيفها من الشعر والجلد. من جهته بين إحسان سلامه أنه تعود على تناول هذه الأكلة منذ الصغر عندما كان يذهب مع والده لشرائها من سوق الطباخة القديم في باب المصري. وعن ما يميز هذه الأكلة أوضح سلامه أن ما يميز هذه الأكلة هو نوع الحطب المستخدم داخل التنور وخلوها من الكلوسترول على حد تعبيره، فيما يعتبر الفلفل الأسود، الملح، والكمون الخلطة السحرية لهذه الأكلة الشعبية، إلا أن العم نزار عباس لا يستطعم مذاق رؤوس المندى في الوقت الراهن. ويقول في الماضي كانت رؤوس المندي لها طعم ونكهة تتميز بهما عن باقي الأكلات الأخرى، مرجحا السبب في ذلك إلى كثرة الأمطار وتوفر العشب في المرعى، مبينا أن هذه الأكلة في السابق كانت تجد إقبالا من سكان المدينةالمنورة وزوار المسجد النبوي؛ لأنها من الأكلات الشعبية القديمة التي لاقت شهرة واسعة في البلدان العربية، وهو ما يؤكده ل «عكاظ» الدكتور ديكاك محمد (فرنسي الجنسية) من أصل سوري، بقوله إنه تذوق هذه الأكلة لأول مرة عندما دعاه أحد أصدقائه لتناول طعام الغداء معه. ويعتبر محمد هذه الأكلة من الأكلات الشعبية المميزة وأنه يفضل أكل رؤوس المندي صغيرة الحجم لما يجده فيها من طعم ونكهة بعد أن يضاف لها الفلفل الأسود والملح.. ويشير ديكاك أنه يبحث عن أماكن بيع رؤوس المندي عندما يقوم بالسفر إلى الدول العربية خلال فترة إجازته من عمله في فرنسا.