استمر مسلسل التفجيرات والمواجهات في دمشق وضواحيها أمس الثلاثاء، في وقت حصدت الغارات الجوية التي تكثفت منذ فترة مزيدا من الضحايا والدمار. وفي ظل استمرار انسداد آفاق الحل للنزاع الدامي، اعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الثلاثاء موافقته على تأمين خروج آمن للرئيس السوري بشار الاسد من سوريا بهدف تسهيل المرحلة الانتقالية التي تشكل محور اجتماعات المعارضة السورية المصيرية المستمرة في الدوحة منذ ثلاثة ايام. على الارض، قتل عشرة اشخاص واصيب اكثر من خمسين بجروح مساء في انفجار ثلاث عبوات ناسفة في ضاحية قدسيا غرب دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد ان الانفجارات وقعت في «ساحة الزهراء بحي الورود الشعبي قرب مساكن الحرس الجمهوري»، فيما وصف الاعلام الرسمي السوري التفجيرات ب»الارهابية»، مشيرا الى وقوع «عدد من القتلى والجرحى واضرار مادية كبيرة». وكانت سيارتان مفخختان انفجرتا في وقت سابق ضواحي دمشق، الاولى بعد منتصف الليل في بلدة المعضمية اوقعت قتلى وجرحى والثانية في السيدة زينب اقتصرت اضرارها على الماديات. وشهدت مناطق في ريف دمشق والعاصمة خلال الاسابيع الماضية تفجيرات عدة مماثلة، تزامنت مع تكثيف للغارات الجوية التي يشنها الطيران الحربي التابع للنظام على هذه المناطق. وقال المرصد السوري ان «مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة هاجموا قسم الشرطة في حي التضامن حيث دارت اشتباكات مع عناصر القسم». وقضى ثلاثة اشخاص الثلاثاء برصاص قناصة في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الذي يشهد سقوط قذائف واشتباكات، بحسب المرصد. وشهد المخيم خلال اليومين الماضيين مواجهات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين شارك فيها فلسطينيون انقسموا بين المعارضين والقوات النظامية. واكد مصدر فلسطيني في دمشق الثلاثاء ان السلطات اغلقت مكاتب حركة حماس في سوريا. وقال معارضون في دمشق ان مقاتلين من حماس شاركوا في المعارك ضد القوات النظامية في مخيم اليرموك وريف دمشق اخيرا. وقتل 131 شخصا في اعمال عنف في مناطق سورية مختلفة الثلاثاء، بحسب المرصد السوري الذي يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من ناشطي حقوق الانسان في كافة انحاء سوريا وعلى مصادر طبية في المستشفيات المدنية والعسكرية. وبين هؤلاء 19 قتيلا جميعهم من المدنيين في اربع غارات جوية على مدينة سراقب ومحيطها في ادلب (شمال غرب). وجرح ايضا 62 شخصا في هذه الغارات. ووزع المرصد السوري لحقوق الانسان شريط فيديو تظهر فيه طائرة حربية وهي تنزل قذائف ثبتت عليها قضبان حديدية ومحمولة بمظلات، وما ان تلمس القضبان الارض، تنفجر. وسمعت اصوات اطفال يصرخون ويحتمون بامهاتهم، ثم ابنية تحولت الى انقاض. وفي نيويورك، نقل دبلوماسيون عن مساعد الامين العام للشؤون السياسية في الاممالمتحدة جيفري فيلتمان قوله ان هناك «معلومات جديرة بالثقة» عن استخدام الجيش السوري قنابل انشطارية في النزاع. في الدوحة، القى رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا الملامة بشكل قوي على المجتمع الدولي الذي قال انه لا يفعل شيئا لانهاء معاناة السوريين. وقال في اجتماع للهيئة العامة الموسعة للمجلس «نذكر الاصدقاء والاشقاء في مجموعة اصدقاء الشعب السوري بأن أصدقاء النظام السوري يمدونه بكل شيء، بالسلاح والمال والرجال والتغطية السياسية، في حين اصدقاؤنا على كثرتهم لم يتمكنوا حتى الان من استصدار مجرد قرار ملزم يدين جرائم النظام». ويعقد الخميس اجتماع موسع للمعارضة في الدوحة تشارك فيه شخصيات وتيارات معارضة بارزة من خارج المجلس الى جانب اعضاء المجلس وبهدف انشاء هيئة قيادية جديدة اكثر تمثيلا للمعارضة السورية. و في عمان، التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب الذي اعلن بعد الاجتماع رفضه دعوة لزيارة موسكو احتجاجا على الموقف الروسي من النزاع في بلاده.