تتكون سحابة الغاز عندما يتسرب من الأنبوب أو أي مكمن صناعي أو طبيعي أو أي حافظ له. ويعرف الذين يعملون في صناعة النفط كم خطيرة تلك السحابة. فكم من أنفس أزهقت بسببها.فعندما تتشكل تلك السحابة يتشبع بها المكان، ولا تُرى ولا يُنتبه لوجودها. وهذا مايزيد من خطورتها.وعندما يكون الجو ساكناً والرياح خفيفة أو منعدمة، كما يحدث عادة في الصباح، تزحف من مصدر تسربها إلى أن تلتقي بشرارة أو بأي مصدر اشتعال حي، فتُحدث انفجاراً كبيراً وقوياً،يدمر ما حوله، ويلتهم ناره كل شيء في محيطه. يقول أحد مسؤولي الدفاع المدني بمنطقة الرياض عن حادثة يوم الخميس الماضي، أنه تم العثور على بعض الجثث في السيارات متفحمة تماماً. وأضاف بأن التفجير كان يفوق عدة قنابل ضخمة. وهذه حقيقة لما وصفنا سابقاً. إلا أننا للأسف نشاهد من يسارع من الناس إما للتجمهر وإشباع غريزة الفضول، أو التدخل بدافع الدين والشهامة للإنقاذ. وكلاهما مخطىء.فهم بذلك يعرضون أنفسهم للخطر،ويعيقون عملية الإنقاذ التي يقوم بها المحترفون بالدفاع المدني الذين يعرفون نوعية الحادثة، وما يلزمها من اجراءات احترازية، ومعدات ووسائل فنية، ومواد خاصة وفعالة لمكافحة كل حالة بعينها. فحالة الحريق الناتجة من مواد نفطية مثلاً، لها إجراءات ومواد خاصة غير حالة حريق الأخشاب، أو المواد البلاستيكية، أو المنسوجات، أوغيرها. نحن – في معظمنا – قوم نحب المساعدة، ويعمر قلوبنا حب الخير، إلا أن كثيراً من الحالات والمواد الحديثة؛ لا نعرف خطورتها، ولا الطرق السليمة الآمنة لمكافحتها، فينقلب فعل الخير إلى ضرر علينا وعلى الآخرين. سلم الله الجميع. Twitter: @mamashat [email protected] [email protected]