هناك مؤسسات وهيئات لا تحس بوجودها. هي في حالة برزخية بين الحياة والموت. تقرأ في تاريخها، فلا تجد سطراً لافتاً. تبحث عن إنجازاتها، فلا تجد إنجازاً ذال بال. ولا تدري لماذا تعيش تلك الكائنات الإدارية وتستمر؟ وهناك من ولاة الأمر ومن مسؤولي الدولة نوايا صادقة وإخلاص وخدمة للوطن. كان كل ذلك منهم دافعاً لإنشائها. ولكنها في الوجود كأنّها لا وجود لها. بعض تلك الهيئات والمؤسسات تمر عليها السنين تلو السنين. فيكويك التساؤل: أين المنتج؟ أين الخدمة؟ أين الإبداع؟ أين الفاعلية؟ ولا يجيبك صوت إلا الصدى المبحوح من حنجرتك. ولقد انبحّت من قبلُ أصوات منسوبيها. ولا من يستمع إليهم ، وليس لهم من مجيب. كل ذلك التذمر ، وكل تلك المطالبات ولا من يبلُّ ريقهم، ويُذهب عطشهم، أو يحلَّ مشكلاتهم، أو حتى يُحسّ بهم. بعد انتهاء كل دورة لمجالسها يعاد انتخابهم من جديد! هم نفسهم! من الذي انتخبهم؟ نعم ليس غيرهم إنهم المتذمرون. من الذي أعادهم لسيرتهم الأولى؟ إنهم الناخبون المتذمرون. ثم تنتهي الانتخابات. ويعود المحظيون الفائزون لكراسيهم أو أسرّتهم ،وبأيديهم تلوح المخدّات الجديدة! إن كان من عجب في ذلك ، فالأعجب هم أولئك الناخبون المتذمرون الراضون بعذاب أنفسهم المستمر! أليست كوميديا سوداء؟ أليس في ذلك العجب العجاب؟ سمعنا عن السادية واستعذاب الألم، والشوفينية ،فهل هذه حالة منها؟ ولقد علم الناس أنه عندما تتاح الفرص وتقدّم نفسها لك ثم تسيء أنت الاختيار ، فلا تلومنّ إلا نفسك. وليس من حقك بعدها التذمر لأن ذلك هو ما جنته يداك. Twitter: @mamashat [email protected] [email protected]