في كثير من الأحيان ترى الشركات والمؤسسات غير الحكومية، تعكس أفكار وسلوكيات مؤسسيها. فإن كانت قناعات وأفكار المؤسسين ذات سمات خيرية، وحرص على المجتمع الذي تعيش فيه، وتساهم في حل ما تستطيع من مشكلاته؛ تجدها ميالة إلى انتهاج ذلك حتى بعد ترك مؤسسيها القيادة الفاعلة والإشراف،لأبنائهم أو للمديرين المحترفين. هناك بالطبع اجتهادات قديمة ليست احترافية وذات ضرر إداري سوف يغيرها القادة الجدد. ولكن ذلك هو بمثابة تغيير الأساليب لتتواءم مع معطيات العصر، وليس تغييراً في المنهج والقناعات. وهناك شركات ومؤسسات أنشئت بأيدٍ أجنبية، وبأفكار ورؤى استثمارية أجنبية، واستمرت عشرات السنين بإنتاج متميز ورعاية للمجتمع. وحين تغيرت قياداتها الأجنبية وأمسك بالدفة السعوديون، لم تتغير الأساليب والرؤى الأجنبية. فكانت المحصلة سعودة القيادة، ولم تتسعود الأفكار والقناعات. ولعل إحدى قناعات أولئك القياديين الجدد، في عدم التحديث والتطوير،هي الخشية. أو عدم كفاءتهم. وتخوفهم لا يستند لعلم؛ لأن الزمن تغير منذ نشأة الشركة، وتغيرت التقانة، وتغير المجتمع وأخلاقياته، وأخلاقيات القبيلة وسلوكياتها، وتغيرت وسائل الاتصال، وازدادت السيولة المالية، وتعاقبت على البلاد الطفرات الاقتصادية، والمشروعات التنموية، وغيره. مشكلة بعض قياديي الشركات والمؤسسات أنهم يخشون التغيير والمصاحبة الحقيقية لمعطيات العصر. فتبدوشركاتهم وكأنها أناس جاءوا من عصور سحيقة، ليعيشوا في عصر سريع الحيوية والتطور.وهذا ظلم. مع أن أهم عوامل الاستمرارية والنجاح هو المضي في برامج التطوير والتغيير عند ذروة تحقيق النجاح. وقد سأل سائل: ولماذا أغيّر وأنا في ذروة النجاح؟ فأجيب بأن ينظر إلى العدد الهائل من الشركات المندثرة التي اقتنعت يوماً بأن تحقيقها لذروة النجاح، كان كافياً لضمان استمراريتها. Twitter: @mamashat [email protected] [email protected]