في «رحلة قطار» وهي مسرحية من فصل واحد للكاتب الكبير توفيق الحكيم، ملخصها أن السائق كان يقود قطاره المتهالك ليلاً وسط المزارع. كان محملاً بالركّاب الذين يختلف بعضهم عن بعض، كأي مجتمع؛ فمنهم المثقف والموسيقي والأمي وغيرهم من الرجال والنساء. يرى السائق عند اقترابه من التقاطع ضوءاً، فيسأل الوقّاد (الذي يقذف بالفحم لفرن القطار، فيمده بالطاقة): هل الإشارة خضراء أم حمراء؟ يجيبه بأنها حمراء. لكن السائق أكّد له بأنه يراها خضراء. عندما ازداد خلافهما، أوقف القطار خشية الاصطدام بقطار آخر عند التقاطع، واقترح بالاحتكام للركاب. عندما سألوا الركاب انقسموا،فقال بعضهم بأنها خضراء وقال آخرون بأنها حمراء. أصبح الأمر في غاية الاضطراب والتشتت. لا يعرف السائق ما لون الإشارة حقيقة. وأمامه عدة أخطار؛ إن وقف في مكانه فسوف يصطدم به القطار الذي يأتي على نفس الخط بعد فترة زمن قصيرة. إن مضى في طريقه سوف يعرّض القطار والركاب لخطر الاصطدام بقطار آخر عند التقاطع. لما مضى وقت طويل وازداد جدلهم، خشي معظم الركاب من اصطدام القطار الآتي من خلفهم بعد قليل، فنزلوا جميعاً. فكر بعضهم في المشي للمحطة إلا أنها كانت بعيدة. فاستمروا في جدلهم حول لون الضوء هل هو أخضر أم أحمر! لما يئس السائق من التوصل معهم إلى إجابة يتفق عليها الجميع أو معظمهم، ركب القطار بحركة عصبية. لوّح بيده. أطلق صافرة القطار لمدة طويلة. ثم تحرك القطار. رأى الركاب بأن القطار يسير، فتراكضوا بحركة غريزية للركوب. سؤالان: ألا تذكركم هذه المسرحية المكتوبة في الستينيات بمعظم شعوبنا العربية؟وهل قراره كان صائباً؟ Twitter: @mamashat [email protected] [email protected]