قلنا قبل ألف مرة بل وكررنا كثيرًا بأن المرأة كيان يتجاوز الكذبة التي صدقناها وهي نصف المجتمع هي أكبر من هذا بكثير، ولكن في المقابل نحن نرفض بكل معنى الرفض أن نأتي ونقول أن المرأة الغربية هي النموذج المطلوب حتى يحتذى به فليس لدينا الاستعداد بل حتى مجرد النقاش أن نهدم منظومة قيم محورها الدين والموروث من أجل أن تظهر في منظر غير لائق في إحدى المجلات وعلى غلافها أو على القنوات الفضائية بدعوى حرية المرأة، واعتقد أن قضية المرأة تكون ظالمة إذا تم تناولها من الجانب الديموقراطي والأخلاقي. وهناك ديمقراطيات المرأة الغربية تعيب علينا مجموعة من الاستفهامات أو بعض المسائل التي تتعلق بقضية المرأة حتى تعتبرها حبل الخناق الذي يلف رقابنا بل وأعناقنا مع أنها تدخل في صميم عقيدتنا الإسلامية والموروث العربي مثلاً قضية تعدد الزوجات والقوامة والإرث، وهناك قضايا في صلب عاداتنا وتقاليدنا مثل قضية العمل والحجاب وغيرها كثير فالديموقراطيات الغربية دائمًا لا تتوانى في أن تدبر وتفتعل كل ما بوسعها حتى تعكس الصورة التي تسعى لها هذه الديموقراطيات. هذه المقدمة حتى أبدأ الكتابة عن امرأة تستحق أن نقف لها تقديرًا واحترامًا وهي أم سهل أرملة نموذج على جبين هذا الوطن كتب عنها الدكتور مطلق سعود المطيري بجريدة «الرياض» الاثنين 29 ذو القعدة 1433ه وطالب بتكريمها.. أضم صوتي لصوتك يا دكتور مطلق لأن هذا إنجاز لهذا الوطن. أم سهل تعيش على راتب التقاعد لزوجها المتوفى.. ابتليت بقتل ابنها الوحيد على يد شاب آخر صدر بحقه حكم القصاص فانهالت عليها العروض فرفضت. يقول الدكتور مطلق: ولماذا كل هذا الرفض وقد سبقها من سبقها بالاستثمار في المصائب والمطالبات المليونية- انتهى. مرزوقة البلوي حضر قاتل ابنها إلى المحكمة ولكنها لوجه الله قالت له عفوت عنك، أنت يا مرزوقة ستعلِّمين جيلاً أنثويًا، أنت يا مرزوقة قدمت لنا حكاية تكتب بماء الذهب بل قدمت لنا قراءة واعية وكأنك تقولين إن المرأة المسلمة المصونة الحرة هي الأقدر على الرد على «أوبرا وينفري» لأنها بثقافتها الإسلامية ستعرف أن وينفري ليست مصلحة اجتماعية بل هي مقننة لانفعالات خروجها عن الطريق السوي منذ زمن.. نعم يا مرزوقة قدمت لنا قراءة واعية وكأنك تقولين: إن الرسول صلى الله عليه وسلم منع مجاهد أن يخرج للجهاد ليقوم على رعاية أمه.. والأم امرأة. التكريم لهذه المرأة إضاءة جديدة ونقطة مفصلية في حياتها عرفانًا بأخلاقها وأدبها الذي تربت عليه منذ صغرها.. نعم يا مرزوقة يا أم سهل إنك الأجدر بأن تكوني في خلال السيدة عائشة وزينب ورفيدة وغيرهن كثير عرفنا قصصهن وعطاءهن الذي يتفق ودينهن.. شكراً لك مرزوقة البلوي. رسالة: الإعاقة هي إعاقة الأخلاق ومن تصيبه لا يتوانى من الكذب والتأويل فهو في مهب الريح حقًا تحتاج هذه الإعاقة الأخلاقية إلى تأهيل. [email protected]