الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد عضو هيئة كبار العلماء وإمام وخطيب المسجد الحرام والمستشار بالديوان الملكي من الشخصيات التي نفخر بها في هذا الوطن، ومن النماذج المضيئة التي نحترمها لرؤيته، ومنهجيته، وعلومه الشرعية، وله مفهوم غاية في الانتماء، وهكذا هم رجال الوطن، وقد اجتمع على حبّه الكثير لوسطيته، وتسامحه، وأسلوبه الراقي، بل يمتاز بالبساطة في الطرح، وعمق في الفكر. وقد تابعت على مدى ثلاث حلقات حواره بجريدة "عكاظ"، والذي كان آخر جزء نشر يوم الاثنين 11 رمضان 1433ه، وكما عهدناه في حواراته وكلماته دائمًا رسالة يحملها منهج الوسطية والاعتدال، وقيم التسامح. نعم يا دكتور صالح، أهنئك على مفهومك، وكأنك تقول: إن الأخلاق والمبادئ لا ترتبط بشيء ملموس، بل هي نعمة من المولى عز وجل يهبها لكثير ممّن يختارهم. وقد تناول الدكتور صالح في الجزء الثالث من حواره مكانة العلماء، ودور الأندية الرياضية في تقارب المجتمع، والستر عند العثرات، والمناصب المتعددة التي شغلها.. ويؤكد أن أهم وأشرف منصب تقلّده هو الإمامة، والخطابة، والتدريس في المسجد الحرام. وقال في حواره: إنها مسؤولية عظيمة، وهي شرف عند إجابته عن سؤال -كيف تكون الحكمة في دعوة الناس؟- يقول الدكتور صالح: إن الحكمة في الدعوة تقتضي الحرص على النظر في طبائع نفوس المدعوين، وتخيّر الأوقات المناسبة لهم، وانتهاز المناسبات، إضافة إلى التعرّف على ظروفهم وأوضاعهم، ومراعاة التدرّج معهم، وترتيب الأولويات. وقال: إن الموعظة الحسنة هي قول ليّن ليستعد المخاطب لفعل الخير، وهناك فرق بين الحكمة والموعظة، فالحكمة لا تكون إلاَّ حسنة، أمّا الموعظة فلابد أن تكون حسنة وليّنة؛ لأنها للردع، والتنبيه على الموعوظ.. انتهى. فهناك الكثير من النماذج المشرقة، والمضيئة على جبين هذا الوطن تستوقفك في العديد من المراحل، وأنت يا دكتور صالح رسمت خطوط نجاحك بعطاء المحبين. وعن التوبة يقول: كل عبد محتاج إلى التوبة، والتوبة لا أحد يستغني عنها مهما بلغ مقامه، ومهما كانت طاعته وصلاحه، وهي خلق الأنبياء والمرسلين، والتوبة النصوح تنقل العبد من المعصية إلى الطاعة، ومن الضعف إلى القوة، ومن الهدم إلى الإصلاح، ومن الظلم إلى العدل والرحمة والإحسان، وبالتوبة يتجسّد للعبد ذل الحاجة، وذل الطاعة والعبودية، وذل المحبة والانقياد، وذل المعصية.. انتهى. وعني يا دكتور صالح أقول: إنك واحد من الخطباء الذين لهم سمة الوسطية والاعتدال في المنهج، وندرك ذلك من خطبك التي تلامس الواقع المعاصر، بل تأتي خطبك لتعالج قضايا المجتمع بأسلوب علمي راقٍ. * رسالة: قضايا الحوار الوطني تعتبر ضرورة من ضرورات المرحلة التي أسست لثقافة المصارحة والمكاشفة، وتبادل الرأي والنقاش والجدال بالتي هي أحسن، وقد شارك كل فئات المجتمع، وإنجاز هذا الوطن إنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني. [email protected]