طالب أحد أعضاء مجلس الشورى بإيقاف نظام (ساهر)، وعلَّل مطالبته هذه بمخالفة ساهر للأنظمة والإجراءات المتّبعة، وأشار في مطالبته بأن هذا النظام لم يصدر بمرسوم ملكي أيضًا، برَّر ذلك بأن هذا النظام طُبِّق وأُقر من قِبل لجنة فنية غير متخصصة.. وطرح سؤالاً مفاده: هل نظام ساهر يهدف إلى التوعية، وحماية الأرواح، أم أنه لتصيّد الأخطاء وجباية الأموال؟ انتهى. الإجابة بكل شفافية وصدق: أن هذا النظام لحماية الأرواح، وليس لجباية الأموال، كما أن هذا النظام طُبِّق للحدِّ من البلطجة، والفوضى العارمة، فقد أصبحت الحوادث المرورية تمثّل هاجسًا وقلقًا لكل فئات المجتمع. يا سعادة عضو مجلس الشورى.. نحن أَلِفنا الفوضى والمهاترات، وهذا الواقع الضيّق والخبيث أمامنا، وأبناؤنا يدفنون.. والوطن يفقد شبابه من جرّاء السرعة الجنونية المتعمّدة، وغير المتعمّدة، والإحصائيات والأرقام تعطي صورة سوداء، ونتساءل: هل هذا النظام لحماية الأرواح أم لجباية الأموال؟ ثم بعيدًا عن المزايدات، وبعيدًا عمَّن خلط الأوراق، والتسرع في إصدار الكلمات، بل بعيدًا عن المشاحنات، فهناك قبل تطبيق هذا النظام كان في الأمر ما يدق ناقوس الخطر، وأصابنا الإحباط من البلطجة التي كانت تجري في شوارعنا، ولكن اليوم جاء هذا النظام الواعي، وحَدّ من الحوادث، وخفَّف من آثارها السلبية. خذ مثلاً يا سعادة عضو مجلس الشورى: السعودية سجَّلت قبل نظام ساهر الذي تطالب بإيقافه أعلى نسبة في حوادث الطرق على المستويين العربي والعالمي، ووصل عدد الوفيات إلى 49 وفاة لكل مائة ألف من السكان، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية، وكشف تقرير إحصائي للإدارة العامة للمرور أن عدد الحوادث المرورية التي وقعت خلال العام قبل الماضي بمختلف مناطق ومحافظات المملكة بلغت أكثر من 485 ألفًا، راح ضحيتها 6485 شخصًا، أي بمعدل 17 شخصًا في اليوم الواحد. هل هذا يُرضي أحدًا؟ وهل هذا الرعب الذي يقتلنا، ويقتل أبناءنا دون وازع ديني أو أخلاقي يرضينا؟ وهل ترضينا أيضًا تلك الطرق التي صمّمناها لحجب لوحات السيارات عن كاميرات ساهر، والجملة تقول (عفوًا اللوحة المطلوبة غير متاحة).. ألِهذا الحد وصلت بنا الفوضى؟ ثم نقول النظام يهدف إلى جباية الأموال!!. مع تقديري الشديد إن صوغ العبارات، ونشر الأخبار، والبلبلة بطريقة فضفاضة دون مراعاة للمشاعر تعتبر من المفارقات، وتمثل ضيقًا نفسيًّا شديدًا، والواقع الحي كان أمامنا لا يُسر، حتى أصبحنا نتفنن في السرعة، ونفتخر بها أمام مَن يرانا، ولكن الآن نقف تقديرًا واحترامًا لهذا النظام الذي سيستمر مهما علت الأصوات، فالنظام فوق الجميع، وإذا كانت هناك سلبيات تُعدَّل، ولكن الآلية ستبقى، خاصة بعد ظهور الإحصائيات الخاصة بالحوادث من المديرية العامة للمرور عن هبوط وانحسار نسبة الحوادث والوفيات الناتجة عنها، أمّا مَن يقول إن التوعية الإعلامية بنظام ساهر لم تكن موفقة، فهذا قول غير منطقي، نحن نريد عدم التهوّر، فكما قلنا لدينا ثقافة الفوضى، وعندما جاء هذا النظام لينظمنا انتقدناه، وطالبنا بمحاكمته قانونيًّا، ولكن القشة تطفو على سطح الماء. [email protected]