هدد القيادي في الثورة الشبابية الدكتور علي البريهي بعودة الثورة الشبابية من جديد إلى ساحات الثورة لاقتلاع التسوية السياسية من جذورها إن لم تسارع إدارة الرئيس هادي وحكومة الوفاق في إنجاز مسؤولياتها وتحقيق التغيير المنشود في ثورة الشباب والشعب اليمني.. وأشار الى أن المرحلة الانتقالية «اجترار لماضي نظام صالح بكل مساوئه». وقال البريهي في حوار مع «المدينة» إن التغيير في اليمن حصل وإن كان بطيئًا، وان عجلته تسير بفعل إرادة الشعب والشباب وليس بفعل الارادة السياسية للمعارضين او لمن كانوا يتزلفون للحاكم. وأضاف: الثورة ماضية وان احتجنا الى اعادتها من جديد سنعيدها وستقتلع التسوية السياسية وبقايا «البلاطجة» ان لم يعودوا الى رشدهم. وفيما انتقد استاذ الاتصال في كلية الاعلام بجامعة صنعاء، أداء حكومة الوفاق الذى وصفه ب»الممل» وانشغالها بتقاسم المناصب، طالب الرئيس هادي بتحمل مسؤولية التاريخية وإصدار قرارات حاسمة في ابعاد واقالة اللواء علي محسن الاحمر ونجل صالح من قيادة الجيش باعتبارهما عنصرا التوتر في البلد وإلا الشعب لن يرحمه.. والى نص الحوار:- * بعد مضي قرابة العام من التسوية السياسية ونقل السلطة.. هل رحل فعلا نظام صالح ؟. - نستطيع القول ان علي عبدالله صالح رحل الى غير رجعة، ونظامه يحتاج الى ترحيل، فالثورة السلمية قبلت بالا تجتث الناس اجتثاثا، ولكنها تروضهم وتعودهم على الأخلاق الحميدة، وهذا الامر يحتاج الى الوقت ولكنها لا يمكن ان تتسامح على الاطلاق بان تكون ثورة يتآخى فيها الفاسدون مع الثوار الشرفاء الاحرار، هذه الرسالة ينبغي ان تكون واضحة. نحن بدأنا بتغيير رأس الفساد والعملية ماضية، والعجلة دائرة ومن يتوهم انه يستطيع ان يعيق عملية التغيير، فهذا يعيش حالة من المرض و»العوق الذهني»، لان عجلة التغيير تسير بفعل ارادة الشعب والشباب الذين ضحوا في سبيل هذا التغيير وليس بفعل الارادة السياسية للمعارضين او لمن كانوا يتزلفون للحاكم وكانوا يقولون لنا اننا نتعامل بمبدأ التقية.. هذه ثورة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، التغيير حصل وان كان بطيئًا. مساوئ التسوية السياسية انها القت بظلالها على الناس بان الثورة تباطأت او تأخرت، ولكننا نقول بان المرحلة الانتقالية ينبغي ان تكون مرحلة حاسمة ووضع النقاط على الحروف، ولسنا بحاجة الى من يسمون انفسهم حكومة وفاق باسم الثورة ان يعيشوا خطوة للأمام وخطوة للخلف، وإنما نحتاج منهم ان يكونوا بمستوى ثوار وعندهم وعي بالمسؤولية الوطنية. الثورة لم تحقق أهدافها *هل تحققت المطالب التي خرجتم من أجلها إلى الساحات والميادين العامة ؟. - بالتأكيد لم تحقق الثورة مطالبها ولكنها في طريق تحقيقها، لان القضية ثقافية وفكر ومزاج عام، ومعرفة، لكن الثورة حققت جزءًا من هدفها الرئيسي وهو ازالة الحاكم المسيطر على السلطة والمعارضة والشعب وعلى البلاد والعباد، ولذلك نحن نعيش مخاض الانتقال الى مرحلة تأسيس دولة، نحن لدينا في اليمن مشكلة -حيث يشعر الناس أن الثورة لم تحقق اهدافها- لأننا في الاصل بلا دولة كنا في ظل «سلطة عصابة»، وعندما تسقط هذه «العصابة» يصعب عليك بناء الدولة في يوم وليلة.. نحن كنا نعيش حالة فراغ حقيقي على المستوى الامني والاقتصادي والسياسي والاجتماعي، ولهذا السبب جاءت المبادرة الخليجية لتؤكد على هيكلة الجيش وبناء المؤسسات، لأننا كنا بلا مؤسسات وبلا دولة أصلا، ومسألة بناء الدولة تحتاج الى وقت طويل، بالإضافة الى انه رافق عملية بناء الدولة واسترداد دولة وجود قليل من «البشرمجة» و»البلاطجة» ممن يعتقدون انهم سيؤثرون على مسار العملية، وهؤلاء في الحقيقة لا يزالون يعيشون في واقع ماضوي فوضوي ولا يستطيعون ان يتكيفوا مع النظام والقانون والدستور، وما يطفو على السطح حتى هذه اللحظة هي أفعالهم.. لكن الثورة ماضية وان احتجنا الى اعادة الثورة من جديد وبأقوى مما كانت عليه من زخم سنعيدها وستقتلع التسوية السياسية وأطراف التسوية وبقايا البلاطجة ان لم يعودوا الى رشدهم. لم تجهض الثورة وسنعيدها *هل صحيح ان الثورة اجهضت بعد جمعة الكرامة..؟!. - الثورة مستمرة يوميا الى اليوم ولم تجهض من أحد لأنها ثورة خرجت من القمقم معبرة عن ارادة شعب، ولا يمكن ل»شوية» متصارعين ان يحركنا بمزاجية ويعيدنا الى البيوت.. نحن كشعب نعرف ما نريد والمتصارعون هم قلة ونستطيع ان نقذف بهم كما يقذف البحر «بجثث الموتى». صنعاء ليست مقياسًا * كيف يمكنكم إعادة الناس الى الساحات بعد ان اصبحت اليوم خالية عدا الخيم بالإضافة الى ظهور صراع حزبي وطائفي فيها..؟ - الحديث لا ينبغي ان ينطبق على ساحة صنعاء، والثورة لم تنطلق من صنعاء، وهذه حقيقة لا ينكرها احد، ان الثورة الشبابية السلمية لم تنطلق شراراتها من صنعاء، وبالتالي ساحة التغيير في صنعاء، استمرت او اختفت لن تغير في الامر شيئًا، وسواء ظل الأطراف -الاخوة الاعداء الاصدقاء السياسيين- يتجاذبونها ويعيشون فيها حالة مد وجزر لن يستطيعوا إلغاء هوية الثورة ويحققون ما يريدون، لأن الثورة أكبر من حجمهم جميعا. ولذلك لا توجد لدينا معلومات حقيقية لدراسات سيكولوجيات الشعوب العربية، حيث كنا لا نعتقد أن هناك في يوم من الايام ستقوم ثورات شعبية على الانظمة الحاكمة المستبدة. واليوم الثوار اليمنيون لا يعني انهم غادروا فكر الثورة ومزاجها «وروحوا بيوتهم»، ولكنهم اعطوا فرصة للسياسيين، لكي يقولوا لهم: الآن بعد زوال «رأس النظام» اذا كنتم قادرين ان تقدموا شيئًا للبلد هاهي الفرصة أمامكم، وبالفعل يستطيع السياسيون تقديم الكثير إذا ما تحلوا بمسؤوليتهم الوطنية والأخلاقية، ولهذا أقول عودة الثورة ليست بالأمر الصعب، خاصة أن الناس يعيشون حالة استمرار ثورة- أي أن الثورة حاضرة بقوة، لكن الفعل السياسي لا يلتقط لحظة المزاج الثوري بشكل صحيح. مرض تقاسم السلطة *ألا ترى أن النهم الموجود لدى أطراف التسوية السياسية في تقاسم المناصب طغى على مطالب الثورة..؟ - ليس النهم فقط وإنما المرض أيضًا، لأن الناس ينظرون الى ان المرحلة الانتقالية ستؤسس لما بعدها، وبالتالي يعتقدون أنه من يستطيع أن يضع قدمه في المرحلة الانتقالية ان المستقبل سيكون له، وهذه نظرة قاصرة لأن المجتمعات والدول لا تبنى بهذه الطريقة. * ألهذا قبلوا بظلم شريكهم حزب الاصلاح واستحواذه على غالبية الكعكة..؟!. - لا اسمي ما حصل عليه حزب الاصلاح استحواذا على حصص حلفائه، لان ما حصل عليه يعد امرا طبيعيا بان يحصل على اكبر عدد من المناصب والمواقع الحكومية التي تتناسب مع حجمه. صالح والحوثين * وان كان التقاسم ينتج نفس النظام الذي قام بعد حرب 94م من تحالف بين المؤتمر والإصلاح على انقاض الاشتراكي؟. -رغم ان الناس متخوفون من هذا الأمر، لكن لا يستطيع حزب الإصلاح- حتى ولو حاول أن يتحالف مع «بلاطجة» من المؤتمر لن يستطيع إعادة إنتاج نظام ما بعد 94م، لأن العجلة دارت ولا يمكن له أن يعدل مزاج الناس، ولا أعتقد أن حزب الاصلاح بهذا «الغباء» حتى يفكر بهذه الطريقة، وبالتالي يفترض على الإصلاح أن يفهم هذا وان يثبت حسن النية في تعامله الإيجابي مع الآخرين.. لكن بأي منطق أن يتحالف الآن «بلاطجة نظام صالح مع الحوثيين» ضد الاصلاح.. وهو تحالف ليس من اجل المستقبل وإنما هؤلاء جماعات مصالح، تحالفت لإعاقة مستقبل البلد -هكذا يعتقدون- ولذلك نحن نجزم ان التقاء الحوثيين مع بقايا رأس النظام لا يمكن ان يتفقا من اجل الوطن، لأنهم يعتقدون انه في حالة عدم الاستقرار هم الذين يتسيدون ويحكمون، وهذه معادلة اصبحت معروفة لدى كل الناس، ان تحالف الحوثيين وبقايا نظام صالح ليس على أساس بناء المستقبل أو لوضع رؤية حقيقية للبلد من أجل أن يتعايش الناس بسلام.. لأنهم يرون أن النظام والقانون والاستقرار هو الخطر الحقيقي عليهم ولذلك فهؤلاء في نظري هم أبشع من أي أيدلوجيات أو حزب يمارس نوعًا من الإقصاء والتهميش ويتراجع بعد ذلك. نحن الآن نتحدث عن وطن كبير يستوعب الجميع بمتناقضاتهم، وهؤلاء يختزلون الوطن في قضايا متخلفة، ويحتمون بالقوة ويؤمنون دائمًا بمنطق لا يتناسب مع القرن الواحد والعشرين.. كل من يفضل العيش بمنطقي السلاح والقوة الغاشمة، غير قادر على الإنتاج وينبغي ألا يستوعبوا الآن إلا إذا غيروا أفكارهم من أجل بناء حقيقي وتنمية الوطن. ولذلك أنا ليس لدي اعتراض على أي تحالفات من أجل وطن، وكنا نقول إن تشكل اللقاء المشترك بكل تناقضاته هو الحسنة الوحيدة للمعارضة في اليمن من خلال تواجدهم في كتلة واحدة.. لكننا لا نريد للحوثيين أن يكونوا كتلة واحدة مع بقايا القتلة لأن الوطن في الأخير سيمر بمراحل خطيرة جدًا، وفي نفس الوقت لم يعد بمقدورهم تحقيق هدف تحالفهم وإعادة عجلة التغيير الى الوراء لأنهم يحلمون بمنطق «الحكم الغاشم «وهو منطق ولى زمانه، ونحن اليوم نعيش في عصر السلمية الاخلاقية وعليهم ان يتحلوا بهذه الاخلاق وما اسهل ان يتحلى الناس بالأخلاق السلمية.. «لكنهم يستصعبون ذلك لأنهم يقتاتون على قتل ونهب الناس» وعلى القرار الفردي. الهيكلة نقطة مفصلية * ما صحة ان الاصلاح جند اعضاءه في الجيش والأمن، وهو يتعارض مع دعوتكم الى هيكلة الجيش؟ - هيكلة الجيش نقطة مفصلية في التسوية السياسية، وهي تحمل مفهومين الاول الخلاص من القيادات العسكرية والأمنية المحورية السابقة، والثاني: إعادة هيكلة الجيش والأمن وفق رؤية وطنية وولاء وطني لتصبح في المستقبل مؤسسة وطنية تتبع الوطن وليس لأشخاص، وإبعاد الحزبية والفئوية والمناطقية عن هذه المؤسسة المهمة. ولذلك نحن نريد مؤسسة عسكرية وطنية بولاء وطني تتولى الدفاع عن سيادة الوطن، ولن نقبل بالهيكلة التي يريد البعض أن يتحايل عليها وإتمامها بعقلية الماضي.. وأنا شخصيًا لن أقبل أن تنتهك كرامتي وتصادر حقوقي وسأقاتل لوحدي كل من يعتدي على حقوقي ويهين كرامتي، واعتقد ان كل الناس يفكرون بهذا المنطق، ويجب على هؤلاء ان يفهموا الرسالة جيدا، ان الناس لم يعد يخيفهم خلط الأوراق وتلك الأفكار التي تأتي دائمًا من صنعاء او من صعدة وما حولهما- لأن اليمن أكبر من هذه المناطق وأكبر من كل محافظة على حدة. تباطؤ ممل للوفاق * كيف يقيم شباب الثورة سير الوفاق السياسي..؟ - الماثل أمامنا أن هناك تباطؤ «ممل وسمج» أصبح في إدارة حكومة الوفاق وإدارة الرئيس عبدربه منصور هادي في الوقت الذي تحتاج فيه العملية الى قرارات حاسمة الآن، خاصة فيما يتعلق بهيكلة المؤسسة العسكرية والأمنية وبعد ذلك سنتحاور، فلا يهم، ولذلك ينبغي عليه ان يقوم بمسؤوليته. اجترار للماضي *هل ترى ان الشباب مثلوا في الوفاق القائم؟. - المرحلة الانتقالية هي اجترار للماضي، وهي امتداد له بكل مساوئه، ولذلك نحن سنفوت هذه المسألة لأننا في الأساس نريد ما بعد المرحلة الانتقالية لأن المستقبل هو الذي سيضمن حقوق الناس وهذه هي القضية الأولى لدينا.. وما يجري الآن على الساحة اليمنية هو صراع بين اللادولة وبين بناء الدولة، وينبغي على حكومة الوفاق أن تؤسس لبناء الدولة وألا تقدم استقالتها. ونحن ندرك أن الذين وضعناهم في حكومة الوفاق عشمنا فيهم بأن يلملموا الوضع والاستعانة بخبراء لتأسيس المستقبل. الأفضل، والمنطق ان الشباب هم من يكونوا على رأس قيادة مؤسسات الدولة ليس على طريقة تعويضهم مقابل تضحياتهم وإنما لأنهم القوة المنتجة في أي بلد في العالم.. ولذلك على حكومة الوفاق الوطني أن تختار على الاقل كفاءات لإدارة المواقع السيادية والمهمة، والجانب الآخر عليها ان تفصل مسارات بان تشكل لجانًا فنية متخصصة من الخبراء في إعداد الدستور والهيكلة.. ونتمنى أن نسمع قرارات من الرئيس هادي قريبًا تتعلق بإقالة رموز المؤسسة العسكرية نجل صالح -أحمد علي- واللواء علي محسن الأحمر ولابد ان يغادرا المشهد السياسي. * لكن يبدو ان طرفي التسوية -الإصلاح والمؤتمر- يضغطان لإبقاء الاثنين في موقعهما..؟!. - حزب صالح لا يستطيع ان يضغط ولم يعد لصالح حزب يضغط به، ولكن معه «شلة» من المنتفعين يتحركون متى ما أراد، وعلى الرئيس هادي وقد صار رئيس جمهورية وأمامه مرحلة حرجة، وبالتالي عليه أن يتخذ قرارات حاسمة وهي في الأول والأخير مسؤوليته، ولذلك لا تحاولوا -انتم الاعلاميون- ان تلقوا باللوم على حزب الاصلاح وبقايا المؤتمر وإنما- اقولها وأنا مسؤول على كلامي -انه بقدر ما نعانيه من مرارة جراء الظروف الصعبة التي يمر بها اليمن اليوم- إلا ان صاحب القرار والشرعية الحقيقية والمسؤول الوحيد هو عبدربه منصور هادي، وعليه ان يتخذ القرار الشجاع في ابعاد عنصري التوتر في البلد من قيادة المؤسسة العسكرية -الأحمر ونجل صالح- حينها الشعب اليمني الذي خرج لانتخابه رئيسا كرها في صالح وليس حبا فيه سيباركونه وسيؤيدون قراره.. لذا مازلت متفائلا بان لديه رؤية سيتخذها في اخراج اليمن من حالته، ليكون بذلك حاكما وزعيما تاريخيا ان فعل ذلك وان لم يفعل فان الناس لن تعذره وستخرج عليه. *هل يتم هذا بالتنسيق مع حزب الإصلاح الذي قد يكون يرتب لشيء مستقبلي؟. - كل ما على حزب الاصلاح الآن أن يرشد نفسه وخطابه وسلوكه وعليه ان يدخل العملية السياسية بروح جديدة وعقل وفكر منفتحين، وان العملية ليست ابدال الاصلاح مكان المؤتمر ويجب على الاصلاح ان يفهم ذلك.. ولن يستقر اليمن ان ظلت النخب تفكر «بالعقلية التآمرية»، والجميع يتوهم انه يستطيع ان يسيطر على الوضع والحكم بمفرده.. ومن حق حزب الاصلاح ان يرتب لنفسه لكن لابد ان يكون ذلك في ظل بناء دولة وليس فوضى، ولا نريده ان يأتي على انقاض دولة ويستمر في انقاض اللادولة. ونحن خرجنا من الثورة بلوحة فنية كبيرة اسمها اليمن وكل الناس عليهم ان ينتظموا في ظل دستور وقانون ومؤسسات دولة. * لكن تحالفاته مع القوى التقليدية تاريخية منذ قيام ثورة 26 سبتمبر عام 1962 ولا يمكن التخلي عنها..؟ - الاصلاح لديه مشكلة فعلا لا ينكرها أحد في مسألة «التجنحات» التي تتجاذبه، فهو جناح» مدني- ديني - قبلي - عسكري - مشيخي،» وهو حزب كبير في الساحة، لكن هذا الحجم للأسف اثرت عليه تلك «التجنحات» وعلى وجه الخصوص الجناح القبلي، والحزب لديه من التشوهات والعيوب الموجودة أيضًا لدى الاحزاب الأخرى، وعليه في هذه المرحلة ان يتخلص من جناحه القبلي ويحدد خياراته المدنية بشكل حقيقي واعتقد انه قادر على تحديد خياراته المدنية. وأنا اقولها بكل صراحة لو ان الاصلاح يرتب لان يكون هو البديل الحاكم في اليمن وبنفس العقلية والطريقة التي حكم بها المؤتمر، فلن يستطيع ان يقدم شيئًا مهما امتلك من قاعدة شعبية ومن قوى تقليدية، ما لم ينخرط في المشروع التحديثي الحقيقي -هذا بالمنطق الفكري وليس بالمنطق السياسي- وأن يأتي بفكر تحديثي جديد، وهذه هي العلامة الفارقة، وأما الذي يفكر بالعقلية القديمة «الحكم بمنطق القوة والغلبة سيموت»، ولذلك نقول إن الثورة اليمنية أتت بأخلاقيات نبيلة من أراد ان يتحلى بها سيعيش ومن أراد الاحتفاظ بثقافات القبح سيموت. نظام فيدرالية الأقاليم * رؤيتك للحراك الجنوبي والحوار الذي يتم الإعداد له إلى أي من نظام الحكم سينتهي باليمن..؟ - اعتبر «الحراك الجنوبي ظاهرة صحية»، وما أتمناه ألا يتشعب كما تتشعب سياسية صنعاء في تحالفاتها، بل يجب على الحراك ان يحدد اهداف واضحة من اجل بناء دولة «منهوبة» وليس بمستغرب عليه ان يطرح حزمة بقضايا إيجابية وأنا مع ما يتبناه الحراك وتتبناه الثورة الشعبية حول شكل نظام الحكم في اليمن بان يكون نظام «فيدرالية أقاليم» وان كنا قد خرجنا من اتفاقية الوحدة اليمنية بخلطة كيميائية -حلت مكان حكم الحزب الشمولي في شطري اليمن- بأن الذي سيحكم يجب أن يحكم بنظام تعددي، فالآن الثورة الشعبية خرجت بمعادلة كيمائية لشكل نظام الحكم يجب أن يأتي بها الدستور الجديد بأن يكون نظامًا فيدراليًا متعدد الأقاليم.. هذه هي المعادلة الجديدة التي خرجت بها الثورة، ستمكنا من وضع البداية الصحيحة لمعالم الدولة المدنية الحديثة لليمن.. واعتقد ان الحراك الجنوبي يضغط في رفع سقف مطالبه الى فك الارتباط للوصول الى نظام فيدرالي أقاليم، ولن يقبل بأقل من ذلك «وأنا معه» بالا يقبل ان تكون اليمن اقل من نظام فيدرالية أقاليم، لأنه من غير الممكن ان يفرض المتصارعون علينا عبثيتهم، ويختزلون الثورة في صراعاتهم بصنعاء.