بداية دعوني أهنئ قيادتنا الرشيدة بنجاح موسم حج هذا العام، وأبارك الجهود الجبارة التي بذلتها الدولة -أيدها الله- لإنجاحه، ولا ينكر هذه الجهود إلا جاحد. وليس من وظيفة الكاتب -من وجهة نظري- التنكيد على القارئ بكتابات تتسم ببعض الكآبة والسلبية!!. فرغم وجود بعض الأخطاء التنظيمية التي وقعت بالمشاعر المقدسة والمتمثلة بدخول عدد من المخالفين لأرض المشاعر مما نتج عنه حالات افتراش أحدثت بعض الفوضى، هناك من صوّر هذه الأخطاء بحروف ضبابية.. وأقول لمثل هؤلاء: ألا يوجد خبر سار في حج هذا العام يدعوكم إلى البهجة والتأمل ويترك في نفس القارئ بعد قراءته حالة من الصفاء النفسي في منجزات المشاعر الضخمة؟! أليست مشروعات "المنشأة الحديثة لجسر الجمرات، وقطار المشاعر، وخيام الإسكان المطورة، والمجازر الآلية وأعمال صحة البيئة، ومشروعات تصريف السيول وتجهيز المسالخ" مشروعات نفاخر بها؟! أثناء حج هذا العام نشرت بعض المواقع الاجتماعية والإلكترونية بعض الانتقادات، وخصت بانتقادها قطار المشاعر. الشاهد في الموضوع أن مصطلح النقد موجود في حياتنا ومطلوب بشدة، ولكن ليس لحد إجحاف الجهود التي بُذلت في موسم الحج في المشاعر المقدسة. وقبل ذلك كله لا بد لنا أن نُسلِّم أن هناك أخطاءً، فرعاية ثلاثة ملايين حاج وأكثر في منطقة المشاعر المقدسة المحدودة، عمل لا يُستهان به.. فالقائمون على خدمة الحجيج بذلون جهودًا نفخر بها، ومن الإجحاف أن تُمحَى تلك الجهود.. ولا أحد ينكر أن هناك بعض المشروعات الخدمية التي لابد أن تستكمل خاصة مشروعات المواصلات التي بدأت بوادرها الإيجابية وهذا أمر لا يُحجب بغربال. وبغض النظر عن أهداف من انتقد بعض الأخطاء التي حدثت هذا الموسم، لا ننسى أن هناك أمر أهم قد حدث، فالتحسينات والتوسعات التي تمت في المشاعر وكذلك الخدمات والرعاية التي قدمت للحجيج غاية في التقدم والإنجاز على أرض الواقع، ومازلنا نبذل الكثير لنصل إلى هدفنا وطموحنا حقيقة وليس على الورق، ومع كل هذه الجهود وهذه الخدمات الجبارة أتمنى يومًا من الأيام أن أجد من يكون منصفًا وحياديًا، ويُظهر الحقيقة بشفافية واعية، حتى ولو أظهر لنا بعض الأخطاء بموضوعية، فرحم الله من أهدانا عيوبنا. وكل عام وأنتم بخير. [email protected]