منذ أن كان في بلاده والحاج محمود نعمة الله من أندونيسا يسمع بوجود مقبرة في جدة يعتقد أنها تضم رفات أم البشر حواء عليها السلام، لذلك ظل شغوفا بهذه المقبرة يقرأ عنها ويسأل من أبناء جلدته من يأتي إليها، وظل عشرات السنين يُمنّي نفسه بزيارتها, وبعد طول انتظار أتى المملكة هذا العام حاجا.. وبعد فراغه من أداء نسكه توجه برفقة بعثة بلاده إلى مقبرة أمنا حواء للسلام عليها ورؤية هذه المقبرة التاريخية. وتتصدر المزارات الدينية في جدة قائمة جدول أعمال وبرنامج حجاج الخارج خاصة من الآسيويين, حيث يعتقدون أن لها مزية عن باقي الأماكن الدينية, كما يقول الحاج محمود نعمة الله من اندونيسيا «منذ مئات السنين ونحن نسمع من أقاربنا الذين أدوا مناسك الحج بأنهم زاروا هذه المقبرة العتيقة وها نحن اليوم جئنا لنشاهد بأعيننا ذلك ونتذكر أمنا حواء». حجاج يتقاطرون من هنا وهناك من الصين وإندونيسيا وماليزيا وبنغلاديش وأفغانستان وباكستان، حيث تتصدر مقبرة «أمنا حواء» بشكل سنوي أجندة مزارات الكثير من حجاج الخارج خاصة حجاج جنوب شرق آسيا الذين يحرصون على عدم تفويت فرصة زيارة المقبرة التي يعتقد أن أم البشر حواء ترقد فيها. ويأتي في المرتبة الثانية من ناحية المزارات مسجدا الرحمة في الكورنيش, والجفالي في البلد, حيث يحرصون على زيارة المسجد وأداء الصلوات في مسجد الرحمة (فاطمة) سابقًا حيث يعتقد بعضهم أن له مزية دون غيره إذ ينسبونه إلى فاطمة الزهراء، فيما يرى آخرون أن قصة سيدنا موسى عليه السلام حدثت هنا، ومن ذلك ما روته لنا الحاجة سيرين محمود. من جهته نفى أستاذ علوم القرآن بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة وإمام وخطيب جامع الراجحي الشيخ عبدالله صنعان، أن تكون هذه المقبرة تضم رفات أم البشر حواء عليها السلام حيث قال: «الاعتقاد بأن حواء عليها السلام مدفونة في هذه المقبرة غير صحيح»، مشيرًا إلى أن «بعض الأشخاص يروجون لهذه الفكرة المزعومة بين أولئك الحجاج الذين ليس لديهم قدر كافٍ من العلم لتمحيص ما يسمعون». واستدرك الشيخ عبدالله: «لكن يسن زيارة المقابر بشكل عام دون الاعتقاد بأفضلية واحدة دون أخرى باستثناء البقيع التي وردت الأحاديث الصحيحة على فضلها، ولمقبرة حواء ما لباقي المقابر العامة من الحرمة والمكانة». كما أكد الصنعان أنه لا توجد أي مزية لمسجد الرحمة عن باقي المساجد وما يقال أنه مسجد تاريخي عار من الصحة تماما بل هو مسجد حديث».