أطلقت وزارة العمل، (جاهز)، وهو أحدث برامجها للتوظيف، وسيتم بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي، وصندوق الموارد البشرية، والغرف التجارية، ووزارة الخدمة المدنية، لتوظيف المبتعثين في ثلاثة أشهر، وسيبدأ العمل في إنشاء الموقع الإلكتروني لتسجيل بيانات المبتعثين قبل عودتهم إلى أرض الوطن. تهدف الوزارة مشكورة إلى توفير فرص عمل للشباب السعوديين المبتعثين، ودمجهم في العمل بالقطاع الخاص وفق مؤهلاتهم وتخصصاتهم، ويستطيع المبتعث الدخول على الموقع من أي بلد يدرس فيه، ويدخل بياناته وخبراته ورغباته أيضا قبل نهاية تخرجه، ومن ثم يتم اطلاع أصحاب العمل عليها لاختيار التخصص المطلوب لهم بحيث يعود المبتعث للعمل. سيتم إدراج كل التخصصات التي فتح فيها المجال للابتعاث من جميع الدول، ويعكف الجميع على عقد الاجتماعات وورش العمل للخروج بتصور جديد لمعرفة احتياجات سوق العمل السعودي، وتوجيه تخصصات الابتعاث في هذه المجالات العلمية التى يحتاجها السوق. في نظري، جاهز غير جاهز بعد، لثلاثة أسباب، أولاً الوظائف ليست مفصّلة على مقاس العائدين،فغالبية استثماراتنا موجهة لبيع وشراء الأراضي البيضاء، أو بناء الأسواق التجارية، أو مبيعات التجزئة، أو الأعمال المهنية من سباكة، وحلاقة، وميكانيكا، كلها تعتمد على عمالة رخيصة، لا تصلح ولا ترقى لمستويات التعليم العالي لدى العائدين من الإبتعاث. ثانياً ما هي نهاية هذا الدلال الوطني؟ فبعد ابتعاثهم وتعليمهم نجهز لهم الوظائف؟ وبعد توظيفهم، لم يبق تدليل آخر سوى أن نعمل بالنيابة عنهم؟ البحث عن الوظيفة جزء من صقل شخصية المبتعث وكيف يسوق نفسه بفاعلية لجهات التوظيف والإنتاج؟ والوزارة الحائرة في توظيف حافز، وهم مليون وأربعمائة الف كيف تصبح جاهزة لهمٍّ جديد؟. ثالثاً، (جاهز)، الاسم رنان، أكثر من المنطق؟ من يكون جاهزاً لمن؟ جاهز مسؤولية جهات التوظيف، أم طالب الوظيفة؟ الأصل أن المتقدم للوظيفة يكون على قدر الوظيفة، وليس العكس لا يمكن أن ننشيء وظائف جاهزة على قدر شروط ومواصفات طالب العمل، أن نطلب من الخياطين، تجهيز الثياب لنا قبل حضورنا يعني أنهم يفصّلون ألف ثوب ولا يأتي واحد على مقاسنا؟