هو مهندس كهربائي سعودي عشق تقاليد الآباء والأجداد، واستهوته مهنة «سقاية الحاج» فاتخذها عملًا له خلال موسم الحج. يحمل «سالم» وهو في منتصف العقد الثاني من عمره دورق الماء على جنبه منذ الصباح الباكر بعد أن يملأه بماء زمزم المبارك، مرتديًا الزي التقليدي لأهل مكة قديمًا، ويتجوّل بين الحجاج وهو ينادي «زمزم.. زمزم». يهش وجه سالم وهويقدم الماء للراغبين فيه، ليروي عطشهم بالطريقة المكاوية في صب الماء من الدورق في الإناء الذهبي، مع دعوات صادقة بالهناء والعافية. يقول المهندس سالم: مهنة سقيا الحجيج من مفاخر المجتمع المكاوي، وأنا حريص على استمراريتها وبقائها؛ ولذلك أجد سعادة كبيرة واعتزازًا بخدمة حجاج بيت الله الحرام. سأبقى كل عام على هذا المنوال، وسأعلّم أبنائي كذلك أن يلتزموا ويحافظوا على هذا الفخر المتوارث الذي وهبنا الله إيّاه. غادرنا سالم وهو ينادي: «زمزم.. زمزم»، بعد أن أروى عطشنا ب»شربة» من ماء زمزم المبارك.