على الرغم من اختفاء مهنة السقاية في مكة، إلا أنها تعد من الموروثات التي يحافظ عليها المكيون، حيث يحرصون على استحضارها في المناسبات الخاصة بهم افتخارا بها. وفي جولة ل"الوطن" في جناح الحارة المكية بملتقى مكيات 2 الذي تحتضنه العاصمة المقدسة هذه الأيام، لوحظ استقبال الزوار بماء زمزم المبارك، وذلك من خلال مشاركة مكتب الزمازمة الموحد لأول مرة بالملتقى. وأوضح رئيس مجلس إدارة المكتب سليمان أبوغليه أن الهدف من المشاركة تعريف الزوار بمهنة السقاية الأصيلة والخدمات التي يقدمها المكتب لحجاج بيت الله الحرام وكيف كانت السقاية في السابق وخلوة الزمزمي بالمسجد الحرام. وأضاف نهدف كذلك إلى إيضاح آخر ما وصلت إليه سقاية الحاج من تطور كبير وتقنية آلية في استخراج ماء زمزم وتعبئته في عهد خادم الحرمين الشريفين وإيصال هذا الماء المبارك للحجاج في مساكنهم. من جهة أخرى، حظي بيت مكة بالنصيب الأكبر من الزوار، الذين حرصوا على التقاط صور تذكارية بداخله، حيث أشار المشرف عليه الدكتور محمد الغامدي، إلى أنه تميز بتصميمه الخارجي والرواشين والزخارف والمحتوى الداخلي والأثاث الذي يعود لأكثر من 4 عقود. في حين شهد "متجر قبلة الدنيا" إقبالا كبيرا من المثقفين والمهتمين بتاريخ مكة وحاراتها ورحلاتها واللهجة الحجازية، حيث بين المشرف عليه حسن مكاوي، أنه يعد هو أول متجر مختص بالتراث المكي العريق من كتب وصور وملابس وأدوات أثرية. وأضاف أنه امتداد لمنتدى مكاوي الذي يقدم لزائريه من كل أنحاء العالم كل ما يعرّفهم بهذه المدينة المقدسة، ويزيد الصلة بينهم وبينها، من خلال التعريف بمكة وحاراتها، وعادات أهلها وتقاليدهم الأصيلة، والترجمة لأعلام وشخصيات مكية. من جهتهن، وصفت أمل المالكي،وتقوى بليلة،وجوري شعيب، مشاركات بجناح السوق النسائي، حجم المبيعات بالمتوسط مرجعات ذلك لضعف الجانب الدعائي للملتقى، مشيرات إلى أن غالبية الزوار يحرصون على حضور الفعاليات المصاحبة ثم يتسوقون في وقت متأخر ومحدود. فيما أكد أصغر مشارك بالسوق النسائي محمد دماري، والبالغ من العمر 12 عاما ويشارك والدته ببيع الألعاب للأطفال أن غالبية الزبائن من النساء اللاتي يشترين الألعاب لأطفالهن. وأكد عدد من الزائرات أن ملتقى مكيات2 استطاع تجسيد الحارة المكية القديمة، وأن متجر قبلة الدنيا جذبهن، خاصة الدوارق التي كانت تصنع من الفخار سابقا وتستخدم لشرب الماء، لافتات إلى أن مذاق الماء يختلف من آنية الفخار القديمة عن الأواني الزجاجية الحديثة. بينما انتقدت الزائرة سامية الشريف، خلو الملتقى من الأسر المنتجة، وتفاوت الأسعار فيه ما بين متوسط إلى مرتفع، وشاركتها الرأي غدير باحاذق، مشيرة إلى أنها تحرص على زيارة الملتقيات التراثية التي تجسد العراقة المكية والملامح التطويرية مابين الماضي والحاضر، وأن أكثر ما لفت انتباهها جناح المأكولات الشعبية الحجازية. من جانبه، قدر مدير معرض ملتقى مكيات 2 ثامر بصيري، عدد زوار المعرض بنحو ألف وخمسمائة زائر يوميا، لافتا إلى أنه يتضمن عددا من الأمسيات الثقافية ومعرضا للصور الفوتوغرافية، والفنون التشكيلية، والحارة المكية بالإضافة إلى السوق النسائي الذي ضم العديد من الأجنحة المتنوعة.