صورة أجزم أن من نظر فيها، وقرأ تفاصيل الخبر تحتها؛ فسوف تَغْرقُ عيناه بالدمع الإنساني، وتَجُوْل في نفسه وتتجاذبه مشاعر مختلفة!! الصورة كما نقلتها صحيفة عكاظ قبل أمس الجمعة ترسم حكاية (الحَاج محمد خَان) الذي كان قدره أن يَخْرُجَ لهذه الدنيا وأخوه التوأم الذي لم يكتمل نموه (فهو مجرد نِصْف جَسَد) مُلْتَصِق به من جهة البطن والصدر!! (الحاج خَان) الذي يبلغ من العمر (60 عاماً) ظل طوال عمره وحتى الآن يَسْقِي أخاه من دَمِه، ويرفض موته بِفَصْلِه، رحمةً بجَسَد أخيه، وتحقيقاً لوصية أُمّه التي ماتت قبل عشرين سنة!! يقول ذلك الرجل الطيب: عِشْتُ كل تلك السنوات أَحْضُن أخي، لا تهمني المعاناة، ولا نظرات الناس، ولا الفقر الذي يسكنني، ولكن ما كان يشغلني: كيف أجمع المال لأَصْنَعَ حَجِي مع بَقَايا أخي الملتصق بجسدي!! يا الله، يا لها من صورة إنسانية صادقة، تقدم للبشرية دروساً في (الوفاء والرحمة والصبر، والرضا بالقضاء والقَدر)! ويبقى على المؤسسات التي تستضيف على نفقتها سنوياً طائفة من الحجاج تحقيق أمنية (خَان) وأمثاله من أصحاب القضايا الإنسانية. فَللأسف أن الاستضافة من بعض تلك المؤسسات تحكمها العلاقات والمجاملات، وتدور في فلك طائفة نخبوية ليست محتاجة! بل منهم مَن يعود بعد حَجٍ ذي خَمْسِ نجوم مدفوع الثمن، ليَكْتُبَ سَاخِرَاً من وطننا والحَج ومناسكه. !! [email protected] [email protected]