قالت مصادر مطلعة ل»المدينة» في لجنة تطوير المشاعر المقدسة: إن مشروع تسوير المشاعر المقدسة سيبدأ بمشعر عرفات في المرحلة الأولى وذلك لقطع الطريق أمام المخالفين من الوصول إليها بشكل تام باعتبار أن الحج عرفة ومن فاته الوقوف بها فلا حجّ له. وأوضحت أن النطاق الجغرافي لمشروع تسوير المشاعر المقدسة الذي وافق عليه المقام السامي لا يزال قيد الدراسة. ولفتت المصادر أن الموافقة الكريمة كانت على قبول مفهوم التسوير بعد أن خضع لدراسة معمقة طوال عام كامل شاركت فيها جميع الجهات المعنية بشؤون الحج. وأشارت المصادر أن المشروع سيخضع لدراسة تفصيلية تتضمن تحديد النطاق الجغرافي له وأطواله وكيفية التنفيذ وآلياته على أن يتم رفعها للمقام السامي بعد الانتهاء منها للحصول على الموافقة النهائية والبدء في التنفيذ. وتوقعت المصادر الانتهاء من تفاصيل الدراسة خلال عام مشيرة إلى أنه سيتم الاستعانة ببيوت خبرة استشارية محلية وعالمية لضمان جودة المشروع وتحقيق أقصى استفادة منه في منع التسلل إلى المشاعر بعد أن أشارت تقديرات إمارة منطقة مكةالمكرمة العام الماضي إلى ارتفاع أعداد المفترشين الذين نجحوا في التسلل بصورة غير نظامية إلى 700 ألف حاج مخالف مما يؤثر بالسلب على مستوى الخدمة المقدمة لضيوف الرحمن. ورأت المصادر أهمية اقتران المشروع -حال الموافقة النهائية عليه- بخطط تشغيلية وتنفيذية محكمة تضمن تحقيق الفائدة المرجوة من تنفيذه. ومن المعروف أن افتراش الحجاج المتسللين والمخالفين في المشاعر يؤثر على جودة الخدمات وتحركات الأجهزة الخدمية ويضعف خطط جميع الجهات العاملة في الحج. وقد اتخذت الدولة العديد من التدابير للتقليل من الافتراش من بينها قرار الحج مرة واحدة كل 5 سنوات، وربط الحج بالحصول على تصريح من إحدى مؤسسات الطوافة بالإضافة إلى تكثيف التوعية والعمل الميداني لمنع تسرب الحجاج المخالفين وقد أثمرت الجهود هذا العام عن منع أكثر من 100 ألف حاج مخالف من دخول المشاعر. ويؤكد الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية على ضرورة تكثيف التوعية للمواطنين والمقيمين بالالتزام بأنظمة الحج ومن أبرزها الحصول على تصريح لدخول المشاعر. وفي هذا الإطار دخلت الحملة التي أطلقها سموه تحت شعار «لا حج بدون تصريح»، و»الحج عبادة وسلوك حضاري» عامها الخامس الموسم الحالي وسط مؤشرات جيدة على بدء تراجع أعداد المفترشين المخالفين. وتولي المملكة أهمية قصوى لضيوف الرحمن مؤكدة على أهمية أن يحظى الحجاج القادمون من الخارج على أقصى درجات الرعاية معتبرة أن الافتراش يؤثر على جهودها في هذا الصدد.