رحم الله معالي الدكتور محمد عبده يماني وأسكنه فسيح جناته، ها نحن نعيش هذه الأيام ذكرى مرور عامين على انتقالك إلى جوار ربك، تركتنا وبداخلنا صور وذكريات ومشاعر حميمة انعكست على حياتنا.. وإن تركتنا وغادرت هذا الكون مازلت وستظل عالقاً في قلوبنا.. كيف لا نتذكرك وأنت من نذر نفسه لخدمة دينه وسنة نبيه ومليكه ووطنه ومجتمعه، كيف لا نتذكرك يا أبا ياسر وأنت من الرجال الذين يندر أن يجود الزمان بمثلهم، كيف لا نتذكرك وأنت من حمل هَمَّ الناس ومشاكلهم، وسعيت بكل ما تستطيع من مالٍ وجاه لإنهاء مشاكلهم، والمساهمة في مداواة مآسيهم، ناهيك عن إصلاح ذات البين، كيف لا نتذكّرك فقد كُنتُ دمث الخلق لطيف المعشر، فضائلك ومناقبك كثيرة لا تُعد ولا تحصى، متواضع بسيط ما زادك التواضع والبساطة إلا رفعة.. كانت لك أيادٍ بيضاء وقدمت العون للفقراء والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة وحفظة القرآن والمرضى والجاليات تبتغي من وراء ذلك وجه الله ورضاه، كيف لا نتذكرك وكنت أباً وأخاً للجميع لا تمنح عطاءك إلا بالكلمة الطيبة، وتقدير الخاطر لكل من قصدك، كيف لا نتذكرك وكنت من أبرز رواد المسؤولية الاجتماعية، ساهمت في تزويج الشباب وفي تأسيس وتفعيل كثير من الجمعيات الخيرية والإنسانية، وأوليتها الكثير من الجهد والوقت والمال مثل الجمعية الخيرية للأطفال المعاقين، والجمعية الخيرية لرعاية الأيتام، والجمعية الخيرية لمساعدة مرضى السكر، وجمعية الإيمان لرعاية مرضى السرطان... وغيرها من الجمعيات.. كيف لا نتذكّرك وأنت من أثرى المكتبة العربية بأكثر من 35 مؤلفاً في شتى العلوم ومنها كتاب: «علموا أولادكم محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم»، لقد تركتنا ونحن في أمسِّ الحاجة لك ولأمثالك من الرجال الكرام، ستظل عالقاً في قلوبنا، ولا نستطيع أن نقدم لك نظير ما قدمت من أعمال إنسانية سوى الدعاء.. جعل الله أعمالك في ميزان حسناتك. رحمك الله أبا ياسر وأسكنك فسيح جناته. [email protected]