أتقدَّم بخالص الشُّكر والتَّقدير لشيخنا الفاضل عبدالرحمن السِّديس على تجاوبه مع ما عرضته في مقالاتٍ سابقةٍ تتحدَّث عن بعض المظاهر السلبيَّة في الحرم المدني الشَّريف، يستنكرها كلُّ زائرٍ غيورٍ، وتصريحه بحرص رئاسة الحرمين على منع أية ظواهر سلبيَّة تشوّه قُدسيّة الحرمين، والذي أود التَّعقيب عليه ممّا جاء في سياق الرَّد على استفساري: هل السَّاحة تُعد من الحرم، حيث أكَّد فضيلته أنَّ ساحات الحرمين هي جزء لا يتجزَّأ من الحرمين الشَّريفين، وأنَّ جميع العاملين والمراقبين يحرصون على منع الظَّواهر السلبيَّة التي تشوِّه قُدسيَّة الحرمين وتُعيق أداء العبادات والمناسك، وهناك إدارة مخصَّصة للإشراف على مدار السَّاعة لتهيئتها للصلاة، ومنع كل ما يُعيق الاستفادة منها، فهناك مسؤولات يقمن بالإشراف على الوضع ومراقبته ومنع المخالفات فيه، ولا شك أنَّ هذه الإدارة موجودة، لكن الذي يراه كل زائر أنَّ الأخوات المراقبات في السَّاحة يكاد ينحصر عملهن في لفِّ الأشرطة الحمراء على الحدائد المتحركة، لتحديد الأماكن والإشراف على حركة الدُّخول، أمَّا الفوضى التي ذكرتها في مقالاتي فهي خارج الخدمة. ليس تنقيصًا من أدائهن، لكن يبدو أنَّ هناك نقصًا في الكوادر العاملة، أو سوء تخطيط أو تنفيذ في إدارتها. واستجابة لصوت المسؤولية وأمانة القلم التي تحمّلتها، إذ كنت عازمة على طرح بعض المقترحات لعلَّها تُساعد في تصحيح الوضع، ولكنَّني صرفت النَّظر عن تلك المقترحات لأنَّها لا تتلاءم مع الوضع الذي سيكون عليه الحرم بعد الأمر الملكي الكريم بتوسعة الحرم المدني، وهي أكبر توسعة تاريخيًّا، ندعو الله عزَّ وجل أن يجعلها في موازين حسناته، ومع هذا فقد توافدت إلى ذهني بعض من الرُّؤى التي نتمنَّى أن تتحقق في ظل هذا المشروع الحضاري العملاق منها: * إيجاد آلية جديدة لدخول النِّساء للروضة الشريفة بدلاً من المتبعة حاليًّا، نُريد آلية تتناسب مع هذا المشروع الحضاري الضَّخم. * التفكير في طريقة مناسبة لتوزيع المياه داخل الحرم عوضًا عن الخزانات البلاستيك، التي أتمكَّن من مراقبتها من نافذة الفندق الذي أقطنه وأشاهد تعرضها للشمس والغبار إذا ثار. * كما نرجو توسيع مواقع الصلاة النسائية، وإعطاءهن مساحات كافية. * عمل أماكن مُخصَّصة للمعتكفات والمعتكفين بمعزل عن المصلّين والمصليات، وتجهيز هذه الأماكن بطريقة مناسبة. * منع اصطحاب الأطفال للحرم دون سن التكليف، ومنع من لا يلتزم بآداب الحرم منهم. * تعداد أماكن خروج النساء منعًا للازدحام والتَّصادم. * افتتاح روضات في مختلف جهات الحرم لاستقبال أطفال المصليات ورعايتهم، وتعليمهم القرآن وأمور الدِّين. فنحن نسمع أنَّ هناك روضة تابعة للحرم على مستوى راقٍ، لكن فيما يبدو أنَّها غير مفعَّلة بشكلٍ يستفيد منه الجميع. أدعو الله أن يوفق كل ساعٍ إلى الخير. [email protected]