(1) كيف يمكن أن يموت، من لا يمكن أن يموت بداخلنا؟ (2) عندما مات أبي مت أنا فيه وأصبح هو يحيا بداخلي. منحته دمي فمنحني التراب الذي صار إليه. (3) كل شيء يموت في الخارج.. في الداخل قليل هي الأشياء التي تموت. (4) ليس هناك ما هو أقسى من موت الحلم، إلا موت القدرة على الحلم. (5) ليس هناك خذلان يعادل الخذلان الذي تشعر به بعد موت أحد أحبائك. (6) من العجيب أن يجهل الإنسان أن موته لا يخصه هو بقدر ما يخص الآخرين. ربما كانت حياة الإنسان هي التي تخصه أكثر. (7) ما زلت أشم عبق أبي كلما تأملت إحدى صوره. أليس عجيبا أن يرحل وهو ما يزال يحتل أنفي؟! (8) حتى الموت لا يخلو من جمال. حالة الحزن التي يسلمك موت الأحباب لها، تبعث إلى الوجود مجددا، أنقى وأرهف ما بداخلك. (9) الموت يبعث على الحزن، وبلا حزن يفقد الإنسان كل صلة له بالإنسانية. الموت ينعش إنسانيتنا. (10) لا شيء يكسرنا بقدر موت الأحباب. الانكسار لا يمكن أن يتعايش مع نوازع الشر. الانكسار هو فضيلة الموت. (11) في كل لحظة نقترب من الموت أكثر. المهم ألا تموت الأشياء الجميلة بداخلنا ونحن ما نزال على قيد الحياة. (12) أرفض التحريض المنظم على القتل أكثر من رفضي للقتل نفسه. التحريض على القتل يحتقر الحياة وينتهك جلال الموت. (13) يموت الإنسان بعد أن يكون قد مات بداخله الكثير من المعاني والأشخاص والأحلام. الموت يأتي بالقطاعي لا بالجملة. الموت لا يأتي دفعة واحدة. (14) الموت يحيا بداخلنا ولا يقتحمنا من الخارج. إنه ينمو ويكبر معنا خطوة بخطوة. (15) أيها الموت.. يا موسم القطاف الكبير.. يا وليمة الحزن والفقد التي لا تفنى .. يا أبا البشارة ومصدر فكرة الأبدية.. هل لك أن تتحدث بلسان عربي مبين ولو لمرة واحدة؟ هل لك أن تكشف ولو شيئا بسيطا من أسرارك؟ (16) لولا الموت لما تعلق الناس بالحياة. [email protected]