هكذا بهذه المناظرة الثالثة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية تكون الانتخابات الأمريكية لعام 2012 الرئاسية قد ولت. وقد وجه خلالها كل من الرئيس أوباما وحاكم ماساتشوستس السابق ميت رومني الضربات إلى بعضهما البعض حول السياسة الخارجية لمدة 90 دقيقة في بوكاراتون بفلوريدا. فلننظر من الذي فاز ومن الذي خسر لقد سيطر أوباما على المناظرة الثالثة الرئاسية بطريقة لا تختلف عن الطريقة التي سيطر بها رومني على المناظرة الأولى. جاء أوباما محملاً بأفكار للهجوم منذ البداية على رومني، فأشار في مفتتح المناظرة إلى عدم وضوح خصمه وافتقاره إلى رؤية في السياسة الخارجية. وربما ستركز وسائل الإعلام خلال الأيام القليلة المقبلة على نقطتين في نقد أوباما لسياسة رومني الخارجية أولاهما أن رومني يستدعي سياسات أمريكا من ثمانينات القرن الماضي أي السياسات من زمن الحرب الباردة خصوصًا في إشارته إلى أن روسيا هي العدو الإستراتيجي لأمريكا في تفاديه للحديث عن القاعدة والنقطة الثانية التي انتقد بها أوباما رومني هي ما أسماه أوباما (الخيول والحراب) في التشكيك في فهم منافسه للقدرات العسكرية الحديثة حين يتكلم رومني: «إن القوات العسكرية الأمريكية وما ينبغي أن تكون عليه». كان أوباما يهاجم رومني بضراوة ويبدو ساخنًا للغاية مقارنة ببرودته التي رأى حتى الديمقراطيين إنها كانت باردة كالثلج في المناظرة الأولى. كان أوباما خلال المناظرة الثالثة أكثر ثقة وبرز كقائد حقيقي. وقاد بوب شيفر الناظرة بنجاح وسعى لإنشاء حالة من التوازن بين المتناظرين مع روح الفكاهة التي اتسم بها أثناء قيادة المناظرة وهو الفائز الثاني مع أوباما بهذه المناظرة. بدا أن ميت رومني قرر أن يلعب في هذه المناظرة طلبًا للأمان إما لظنه أنه سيفوز سلفًا إذا لم يدق مسمارًا جديدًا خلال المناظرة أو لأنه يعلم أن السياسة الخارجية ليست من جوانب برنامجه القوية. ولكن اللجوء إلى الدفاع في السياسة الخارجية عادة لا يؤدي.إلى النتيجة المرجوة وكان رومني يحاول باستمرار خلال المناظرة رد هجمات أوباما واستطاع رد بعضها لكن بعضها وصله. وكافح رومني أيضًا للتمييز بين سياسته الخارجية وسياسة خصمه الرئيس أوباما. وأن يظهر خلافه مع سياسة أوباما على مدى السنوات الأربع الماضية. وبدا أنه غير مهتم بمهاجمة أوباما على ليبيا، وهو قرار إستراتيجي محير. وكان رومني ليس في أفضل حالاته عندما تحدث عن أن عدم اليقين الاقتصادي أدى إلى عدم اليقين في البلد على نطاق أوسع. لم يقدم في حديثه في هذه النقطة ما يكفي لتحقيق الفوز في المناظرة. الخاسر الثاني في المناظرة كان السياسة الخارجية حيث إن المرشحين تعرضا كثيرًا للسياسات الداخلية حيث إن الاقتصاد هو الذي يهم الناخب الأمريكي أكثرمن أى شئ آخر في هذه الدورة.