تبادل المرشحون الجمهوريون للانتخابات الرئاسية الامريكية الانتقادات أمس الأول السبت في مناظرة تلفزيونية في نيوهامشر، مستهدفين ميت رومني الاوفر حظا للفوز بترشيح الحزب، وكذلك الرئيس باراك اوباما قبل ثلاثة ايام من الانتخابات التمهيدية في هذه الولاية. والتقى المرشحون الستة (أمس) الأحد في مناظرة تلفزيونية جديدة بعد عشر ساعات من المناظرة الأولى التي استمرت السبت ساعة ونصف الساعة. وواجه رومني المليونير والحاكم السابق لولاية ماساتشوسيتس انتقادات حادة من قبل خصومه الخمسة الذين ركزوا خصوصا على ماضيه كرجل اعمال، في المناظرة التي نقلتها مباشرة شبكة التلفزيون «ايه بي سي» من حرم جامعة سانت انسيلم في غوفستاون قرب مانشستر. وتشير استطلاعات الرأي الى ان رومني هو الاوفر حظا بين المرشحين الجمهوريين الستة لينافس اوباما في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في نوفمبر المقبل. وقال الحاكم السابق لولاية بنسلفانيا ريك سانتوروم ان «قائد هذا البلد ليس مسؤولا اداريا. الرئيس يجب ان يتولى القيادة لا ان يكون رئيس مجلس ادارة ونحتاج الى شخصية ملهمة». أما الرئيس السابق لمجلس النواب نيوت غينغريتش، فقد شكك في حصيلة اداء رومني، متسائلا ما اذا كان الناس في الشركات التي تولى ادارتها «اصبحوا في اوضاع افضل او اسوأ؟». ورد رومني الذي بدا مرتاحا طوال المناظرة ان «الناس الذين امضوا حياتهم في واشنطن لا يفهمون ما يحدث في الاقتصاد الحقيقي». وتبادل المرشحون الانتقادات فيما بينهم. واتهم رون بول المرشح التحرري البالغ من العمر 76 عاما ويتمتع بشعبية بين الشباب، الكاثوليكي المتشدد ريك سانتوروم، بأنه «فاسد» وحصل «على الكثير من المال» بفضل مجموعات الضغط. وسانتوروم حصل على نسبة تأييد لم تكن متوقعة في ولاية ايوا حيث حل ثانيا بفارق ثمانية اصوات فقط عن رومني. كما اتهم رون بول خلال المناظرة نيوت غينغريتش بانه «جبان» لانه لم يخدم في الجيش. وخلال المناظرة السبت، دان حوالى مئة متظاهر من حركة «احتلوا» تأثير سلطة المال الكبير على السياسة الامريكية. ووصل المتظاهرون في مجموعات صغيرة الى حرم الجامعة وهم يرفعون لافتات كتب عليها «المال خارج السياسة» و»نحن ال99 بالمئة». وشكلت التظاهرة فرصة لبعض المشاركين لانتقاد الحزب الجمهوري. ورفع دون غاريت الذي جاء من نيوهافن من ولاية كونكتيكت (شمال شرق) مع ابنته اربيغايل (ست سنوات) لافتة كتب عليها «الجمهوريون يحبون الاغنياء». وقال الرجل الذي يعمل في القطاع العقاري ان «بلدنا في مفترق طرق»، معتبرا ان «الحزب الجمهوري اصبح اكثر تطرفا ويسيطر عليه حزب الشاي». اما ديزيريه تانغي (19 عاما) فقالت انها جاءت لتدين «مسخرة الاحزاب السياسية التي تخلق الانقسامات ولا تفعل شيئا». ووضع المتظاهرون في باحة خارج المبنى الذي جرت فيه المناظرة. ومع ان المرشحين الستة لم يشعروا بوجود هؤلاء المتظاهرين، اكدت ليديا سيماس (30 عاما) التي تعمل بائعة في محل تجاري في بيتربورو (نيوهامشر) انها سعيدة لانها جاءت الى التظاهرة. وقالت «اريد نهاية للقمع والعنصرية والتمييز بين الجنسين. الناس يستغلهم الاغنياء الذين يمثلون واحدا بالمئة. حضوري الى هنا يسمح لي بنشر هذه الرسالة». ولم يتردد المرشحون في توجيه الانتقادات الحادة للسياسة الخارجية والاقتصادية للرئيس اوباما على الرغم من التحسن في ارقام البطالة. وقال رومني ان «الرئيس اوباما سيحاول ان يجير ذلك لمصلحته، لكنه امر لم يحدث بفضله»، مؤكدا ان سياسة الرئيس الامريكي «ادت الى تفاقم الانكماش وجعلت الاوضاع اصعب على الشركات الصغيرة». من جهته، قال ريك سانتوروم ان اوباما ارتكب في السياسة الخارجية «اخطاء عند كل تحول» بينما انتقد حاكم تكساس ريك بيري «الخطأ الفادح» الذي يشكله سحب القوات الامريكية من العراق. واتهم ريك بيري اوباما ايضا بأنه «وضع امريكا على طريق الانهيار»، بينما رأى غينغريتش ان الرئيس «يريد انشاء نموذج اشتراكي اوروبي متشدد»، معتبرا ان ذلك يشكل «خطوة يائسة».