خدمات الحرس الوطني في موسم الحج تُشكِّل واجهة مضيئة ونافذة مشرِّفة تطل منها الشؤون الصحية على ضيوف الرحمن سنويًّا، وتمثل هذه الخدمات أنموذجًا رائدًا لكافة الجهات المتعاونة في خدمة الحجيج استجابة لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ومتابعة وإشراف صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني حفظهم الله بتوفير كل الإمكانات التي تساعدهم على أداء مناسكهم بسهولة ويسر. و أعدت الشؤون الصحية بالحرس الوطني في إطار هذه التوجيهات الكريمة مستشفى ميدانيًّا متكاملاً في منى بسعة 40 سريرًا مجهزة بأحدث المواصفات الطبية، وأعدت بالإضافة إلى ذلك معسكرات في عرفات ومزدلفة فضلاً عن خدمات الإرشاد وبرامج التوعية المستمرة طوال أيام الحج. وللوقوف على حجم الاستعدادات الجارية الآن وتلك التي اكتملت من قبل لتقديم خدمات مشرفة وعلى مستوى عال من التميز للحجاج في موسم هذا العام 1433ه؛ أوضح معالي الدكتور بندر بن عبدالمحسن القناوي المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني مدير جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية أن الاستعدادات والجهود التي تبذلها الشؤون الصحية إكرامًا لضيوف الرحمن وصيانة وحفاظًا على صحتهم. والمشاركة في هذا العام قد لا تختلف عن سابقاتها في الأعوام الماضية؛ فتجنيد الطاقات لخدمة الحجيج يدخل في صميم الواجبات الإسلامية التي أملاها علينا ديننا الحنيف، وبناءً على ذلك فإن الحرس الوطني بقطاعاته المختلفة يسعى إلى توفير كافة الإمكانات المتاحة واستنفار كل الطاقات وتسخيرها للمشاركة في تحقيق كل وسائل الراحة والطمأنينة لحجاج بيت الله الحرام حتى يكملوا مناسكهم دون أي منغصات أو عوارض صحية مقلقة ، وتنتهج الشؤون الصحية عادة خطة مدروسة لموسم الحج في كل عام وتطبقها عبر لجنة مختصة معنية بمعرفة السلبيات لجان متخصصة تتابع سير العمل على تلافيها في المواسم التالية، والوقوف على الإيجابيات وتدعيمها تطويرًُا لأدائها ومحافظة على سمعتها المشرفة.. ومع الحرص على الاضطلاع بهذا الواجب المقدس بأعلى قدر من الإخلاص والاحتساب؛ فستتواصل بإذن الله الجهود من أجل تعزيز هذه الخدمات وتطويرها بما يتفق مع واجبها الديني ودورها الإنساني، وبما يتماشى مع اهتمام وحرص ولاة الأمر حفظهم الله ونهج الحكومة الرشيدة ، وأشار معاليه إلى أن الشؤون الصحية كأحد أجهزة الدولة المعنية بالمشاركة السنوية في موسم الحج؛ فإن واجبها المنوط بها يعدُّ رافدًا من الروافد المهمة للرسالة الدينية والحضارية التي تطَّلع بها الدولة باعتبارها قبلة المسلمين قاطبة، ورائدة النهضة الإسلامية، ولذلك فقد أكملت الشؤون الصحية في وقت مبكر تجهيز المستشفى الميداني بمنى، وهو مصمم من مادة الفايبرجلاس المقاومة للحرائق والعازلة للحرارة، وتتناسب في الوقت نفسه مع الظروف المناخية للمشاعر المقدسة، وتبلغ سعته 40 سريرًا مزودة بكافة الوسائل والتجهيزات الطبية اللازمة لمقابلة الحالات الطارئة وعلاج ضربات الشمس، ويضم غرفتين للعناية المركزة وعيادات خارجية في مختلف التخصصات الطبية أُلحقت بها صيدليتان لصرف الأدوية إحداهما للرجال والأخرى للنساء، وبه أيضًا مختبر للتحاليل الطبية بالتعاون مع مدينة الملك عبد العزيز بجدة، وذلك إضافة إلى فرق الإنقاذ السريع المدربة تدريبًا عاليًا وفق ما توصل إليه الطب الميداني الحديث في مجال الخدمة الإسعافية العاجلة.. وهناك أيضًا الخدمات المساندة وعيادات الأسنان وعيادات النساء والولادة وغرفة عمليات جراحية صغرى متكاملة.. وقد خُصِّص سكن للعاملين على مساحة 208 م2 ووفَّر المستشفى مظلات واقية من الشمس لراحة مراجعيه من الحجاج مع تأمين التكييف لجميع المرافق، وقد أضيفت مولدات احتياطية للطورائ لاستخدامها وقت الحاجة. أما في عرفة فإن معسكر الشؤون الصحية معني بتقديم كافة الخدمات العلاجية والإسعافية للحجاج، وذلك فضلاً عن نقاط ومراكز طبية في مزدلفة وبقية المشاعر المقدسة تشمل عيادات للكشف العام وصيدلية لصرف الدواء.. ويتولى تشغيل جميع هذه المرافق فريق عمل يضم كفاءات سعودية مؤهلة من أطباء وصيادلة وفنيين وإداريين وهم يعملون على مدار 24 ساعة. وضمانًا لسلامة الأداء وتكامله يوجد تعاون وتنسيق كامل بين هذه المراكز والمستشفيات الطبية وأجهزة وزارة الصحة ,وهيئة الهلال الأحمرالسعودي وطائرات الإخلاء الطبي التابعة لإدارة الدفاع المدني.. وينبغي الإشارة هنا إلى أن مدينة الملك عبد العزيز الطبية بجدة مهيأة ومستعدة لاستقبال الحالات الطارئة التي تنقل إليها بواسطة طائرات الإخلاء الطبي ، و اضاف معاليه لما كان مجال الخدمة الطبية عاملاً مشتركًا بين الشؤون الصحية للحرس الوطني وقطاعات الدولة الأخرى بالمملكة كوزارات الصحة والدفاع والطيران والداخلية وغيرها؛ فإن التنسيق بينها يستهدف تقديم أفضل الخدمات الصحية المتميز للحجاج؛ خاصة ما يتعلق منه بالإخلاء الطبي في المشاعر المقدسة حيث تشارك الشؤون الصحية بعشر فرق مجهزة تجهيزًا متكاملاً للمشاركة أثناء حدوث أي طارئ لا سمح الله، وذلك مع استمرار وتعزيز التنسيق مع الدفاع المدني لنقل جميع الحالات المرضية التي تتطلب تدخلاً سريعًا بواسطة الطيران العمودي إلى مدينة الملك عبد العزيز الطبية بجدة ، أما التعاون مع بعثات الحج الطبية فيتمثل في استقبالهم في موقع المستشفى الميداني بمنى، وتزويدهم ببعض الأدوية والمستلزمات العلاجية الضرورية، وكذلك استقبال الحالات المحولة من قبلهم للتنويم بالمستشفى، واستقبال المرضى بالعيادات الخارجية، فضلاً عن تقديم استشارات طبية لهم إذا لزم الأمر، وقال الدكتور القناوي من أجل نقل صورة أفضل عن الحالة الصحية لضيوف الرحمن، ولتحقيق تعاون بناء فقد تم الربط بواسطة خط رقمي سريع بين مركز المعلومات التابع لوزارة الصحة ومستشفى منى الميداني التابع للشؤون الصحية بالحرس الوطني، وذلك بالتنسيق مع إدارة أنظمة المعلومات والمعلوماتية بمدينة الملك عبد العزيز الطبية بجدة، وبموجب ذلك يُستخدم النظام الإحصائي الخاص بوزارة الصحة الذي تُدخل فيه المعلومات والبيانات المتعلقة بالحالات المرضية والخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وبناءً عليها تصدُر تقارير خاصة ودقيقة عن الحالة الصحية للحاج، كما ان هناك ارتباط كامل بين مستشفى منى الميداني بالمشاعر المقدسة ومدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة من حيث خدمة البريد الالكتروني وخدمات الإنترنت والخدمات الطبية الاخرى.