اعتمد الرئيس الامريكي باراك اوباما لهجة ساخرة الجمعة عندما اتهم منافسه ميت رومني بانه يعاني من «فقدان ذاكرة» سياسي، فيما وصف الجمهوريون ذلك بالتفاهة قبل 18 يوما من الانتخابات. وكان الرجلان تبادلا قبل ليلة انتقادات خفيفة في عشاء خيري لكن الهجمات الكلامية اتخذت الجمعة طابعا رديئا حيث تهكم الرئيس الديمقراطي المنتهية ولايته على جهود رومني البقاء في الوسط مع اقتراب موعد الانتخابات. وقال اوباما في تجمع انتخابي حضره نحو تسعة الاف شخص في حرم جامعة قرب واشنطن «السيد المحافظ الشديد يريدكم ان تصدقوا انه كان يمزح بشدة حول كل ما قاله السنة الماضية».. ولم تنجح مساعي معسكر اوباما في النيل من رومني بتوجيه النعوت المسيئة له كتشبيهه «بروبن هود بالمقلوب» لتشويه سياساته الضريبية، لحماية شعبية الرئيس في استطلاعات الرأي. لكن مع اقتراب موعد المناظرة الثالثة والاخيرة بينهما غدا الاثنين عادت حملة اوباما الى الصيغة التي تم تجريبها بوصف رومني بالمتقلب غير الجدير بالثقة. وقال اوباما امام الحشد «اعتقد انه يغير كثيرا ويخلف بوعوده ويتهرب، ينبغي ان نجد اسما لهذه الحالة التي تصيبه.. اعتقد انها حالة فقدان ذاكرة رومنية.. هذا اسم الحالة». في تلك الاثناء كان المرشح الجمهوري يقوم بحملة في اكبر ساحات المعركة السياسية على الاطلاق وهي فلوريدا، حيث ستجري مناظرة الاثنين ولم يتردد في الرد على تعليقات الرئيس. وقال رومني امام حشد ضم اكثر من 8500 شخص في دايتونا بيتش «نزلوا الى مستوى الهجمات التافهة ولعبة الكلمات السخيفة»، مضيفا أن حملة اوباما لاعادة انتخابه «اصبحت الحملة المنكمشة بشكل غير معقول». واضاف «هذه دولة كبيرة فيها فرص كبيرة وتحديات عظيمة، وما انفكوا يتحدثون عن امور اصغر واصغر». ورومني الذي كان يرافقه بول رايان المرشح لمنصب نائبه، هاجم الرئيس لعدم وضعه خطة لسنوات اربع اخرى في حالة اعادة انتخابه، وقال «ليس لديهم اجندة للمستقبل لا اجندة لامريكا ولا اجندة لولاية ثانية». وفيما وصف معسكر رومني تعليقات اوباما بالسخيفة، يبدو ان صورة رومني كرجل متقلب وهو ما نعته بها زملاؤه المحافظون في السابق، ستؤثر على الناخبين المترددين. واحدى الجهات التي لا تدعم بالتأكيد المرشح المليونير هي «سولت ليك تريبيون» الصحيفة المحلية الصادرة في معقل المورمون الذين ينتمي اليهم رومني، مع انها صحيفة ليبرالية دعمت ترشيح اوباما في 2008. ففي افتتاحية لها اغدقت الصحيفة الثناء على رومني لانقاذه الالعاب الاولمبية الشتوية في المدينة في 2002 لكنها قالت ان تقربه اللاحق من حزب الشاي اليميني ورفضه تحديد تفاصيل خطته الضريبية سيؤدي الى استبعاده.. وكتبت الصحيفة «اثار رومني اكثر سؤال يطرح في الحملة وهو: من ذلك الشخص، حقا، وبما يؤمن حقا؟»، واضافت «السياسيون وبشكل روتيني، يختارون كلماتهم للتناسب مع جهمور، لكن رومني، قليل الحياء، يغدق على مسامع جمهور متنوع كلمات، اي كلمات، يمكن ان تاتي باصواتهم». وفيما كان اوباما يخاطب حشدا في فرجينيا، الولاية التي فاز فيها بغالبية ضئيلة في 2008 لكن رومني يتقدم فيها، توجه نائبه جو بايدن الى فلوريدا حيث يسعى ثلاثة من المرشحين الاربعة الرئيسيين لجذب الاصوات. وكان اوباما فاز في الولايتين في 2008 لكن في مؤشر على شدة التنافس هذا العام، يسعى المرشحان لانتزاع الاصوات حيث فلوريدا تميل نحو رومني، بحسب استطلاع اجراه موقع ريل كلير بوليتسكي الذي يحظى بنسبة قراءة مرتفعة، ففي فلوريدا حصل رومني على دعم صحيفة اورلاندو سينتينل التي عكست افتتاحيتها خيبة واسعة من طريقة تعامل اوباما مع الاقتصاد. وكتب محررو الصحيفة التي دعمت اوباما في 2008 «لدينا ثقة ضيئلة في ان يكون اوباما انجح في ادارة الاقتصاد والميزانية في السنوات الاربع القادمة». ومساء الاثنين سيكون المرشحان في «ولاية الشمس الساطعة» حيث ستجري مناظرة متلفزة في بوكا راتون تركز على الشؤون الخارجية، وفي الحملة يعتبر اوباما قويا في موضوع السياسة الخارجية بفضل سحبه القوات الامريكية من العراق وامره ارسال قوة خاصة لقتل اسامة بن لادن في باكستان. لكن معسكر رومني انتقد الرئيس لطريقة تعامله مع ملف الشرق الاوسط واتهمه باهمال الحليفة اسرائيل والاستخفاف بتهديد الطموحات المتطرفة التي اطلقت عنانها الثورات في العالم العربي، وسيمضي اوباما عطلة نهاية الاسبوع في المنتجع الرئاسي في كامب ديفيد استعدادا للمناظرة الاثنين، فيما سيكون رومني في فلوريدا.