عمارة عظيمة غير مسبوقة للحرمين الشريفين، واهتمام منقطع النظير بالحاج والمعتمر في المملكة العربية السعودية، مملكة الإنسانية ومهبط الوحي، ومهد الرسالة المحمدية، كرّمها الله عز وجل بالأماكن والمشاعر المقدسة في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، ومنها البيت الحرام والكعبة المشرفة قبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ومهوى أفئدتهم، وإليها يفد الحجاج والعمّار والزوار لأداء مناسكهم، وقد قامت المملكة العربية السعودية ومنذ تأسيسها على شريعة الإسلام ونهجه القويم، وقد تم التأكيد دائمًا على المحافظة على التعاليم والقيم الإسلامية، وتقديم أرقى الخدمات للحجاج والزوار والمعتمرين. إن خدمة الحجاج المعتمرين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، وعمارة الحرمين الشريفين وتوسعتهما لمواجهة تزايد أعداد ضيوف الرحمن، وتوفير أقصى قدر ممكن من الراحة والطمأنينة لهم خلال تأديتهم لمناسكهم، هي أسمى الواجبات التي شرَّف الله سبحانه وتعالى بها بلادنا وقادتها وأهلها. وبتاريخ 8/11/1433ه كانت التوسعة التاريخية للحرم النبوي الشريف بوضع حجر الأساس لأكبر توسعة وإعمار في تاريخ المسجد النبوي الشريف بمساحة تجاوزت المليون متر مربع وبثلاثة أضعاف استيعابه الحالي من الحجاج والمعتمرين والزائرين والتي دشّنَها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، تقف شاهدًا للتاريخ ومعلمًا بارزًا على ما توليه حكومتنا الرشيدة من عناية فائقة واهتمام بالغ بشؤون الحج والعمرة، والحرص على تعزيز الخدمات التي من شأنها تمكين حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين والزوار من تأدية مناسكهم في يسر وسهولة وبأفضل تقنيات العصر في المواصلات والاتصالات والعمارة والتشييد. وفي مساء تاريخي جميل في يوم الجمعة 19 رمضان 1432ه وضع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله حجر الأساس لتوسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحرم المكي الشريف بتكلفة 80 مليار ريال، وافتتح عددًا من المشروعات التطويرية العملاقة للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، توسعة المسعى وتطوير ساحات الحرم المكي الشريف وتطوير ساحات الحرم النبوي الشريف وإنشاء وقف الملك عبدالعزيز للحرمين الشريفين وجسر الجمرات وقطار المشاعر المقدسة وساعة مكةالمكرمة ومصنع للمياه وسقيا زمزم. فالحمد لله على توفيقه للأعمال الصالحة النافعة، إنها أحلام تتحقق ورؤى لمشروعات تاريخية عملاقة تنجز، حزمة متكاملة من المشروعات هدفها الأول «الزائر والمعتمر، وقاصد بيت الله الحرام ومسجد نبيه الكريم» صلى الله عليه وسلم. إنها أكبر توسعة في تاريخ الحرم المكي والحرم المدني على مر العصور، حتى أضحت مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة خلية نحل لا تهدأ ليلًا ونهارًا مشروع هنا وآخر هناك. اللهم زد بيتك هذا تشريفًا وتعظيمًا ومهابة وإجلالًا وأمنًا، وزد يا ربي من شرفه ممن زاره أو اعتمره تشريفًا وتعظيمًا ومهابة وإجلالًا وأمنًا. وبوركت يا خادم الحرمين الشريفين ورفع الله قدرك في الدنيا والآخرة، ومتعك الله بموفور الصحة والعافية. وهنيئًا لأكثر من مليار ونصف المليار مسلم هذه المشروعات الهندسية المتميزة في مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة لراحتهم وتيسير سبل أداء مناسكهم. * رسالة: حجٌ مبرورٌ وسعيٌ مشكورٌ لجميع حجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم. [email protected]