عمارة عظيمة غير مسبوقة للحرمين الشريفين، واهتمام منقطع النظير بالحاج والمعتمر في المملكة العربية السعودية، مملكة الإنسانية مهبط الوحي، ومهد الرسالة المحمدية، كرمها الله عز وجل بالأماكن والمشاعر المقدسة في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، ومنها البيت الحرام والكعبة المشرفة قبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ومهوى أفئدتهم، وإليها يفد الحجاج والعمّار والزوار لأداء مناسكهم، وقد قامت المملكة العربية السعودية ومنذ تأسيسها على شريعة الإسلام ونهجه القويم، وقد تم التأكيد دائمًا على المحافظة على التعاليم والقيم الإسلامية، وتقديم أرقى الخدمات للحجاج والزوار والمعتمرين. إن خدمة الحجاج والمعتمرين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، وعمارة الحرمين الشريفين وتوسعتهما لمواجهة تزايد أعداد ضيوف الرحمن، وتوفير أقصى قدر ممكن من الراحة والطمأنينة لهم خلال تأديتهم لمناسكهم، هي أسمى الواجبات التي شرَّف الله سبحانه وتعالى بها بلادنا وقادتها وأهلها. وتقف هذه التوسعة التاريخية للحرمين الشريفين التي افتتحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله يوم الجمعة 19رمضان 1432ه تقف شاهدًا للتاريخ ومعلمًا بارزًا على ما توليه حكومتنا الرشيدة من عناية فائقة واهتمام بالغ بشؤون الحج والعمرة، والحرص على تعزيز الخدمات التي من شأنها تمكين حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين والزوار من تأدية مناسكهم في يسر وسهولة وبأفضل تقنيات العصر في المواصلات والاتصالات والعمارة والتشييد. مساء تاريخي جميل وضع فيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله حجر الأساس لتوسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحرم المكي الشريف بتكلفة 80 مليار ريال، وافتتح عددًا من المشاريع التطويرية العملاقة للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، توسعة المسعى وتطوير ساحات الحرم المكي الشريف وتطوير ساحات الحرم النبوي الشريف وإنشاء وقف الملك عبدالعزيز للحرمين الشريفين وجسر الجمرات وقطار المشاعر المقدسة وساعة مكةالمكرمة ومصنع لمياه وسقيا زمزم. فالحمد لله على توفيقه للأعمال الصالحة النافعة، إنها أحلام تتحقق ورؤى لمشاريع تاريخية عملاقة تنجز، حزمة متكاملة من المشاريع هدفها الأول الزائر والمعتمر وقاصد بيت الله الحرام ومسجد نبيه الكريم -صلى الله عليه وسلم-. إنها أكبر توسعة في تاريخ الحرم المكي على مر العصور، حتى أضحت مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة خلية نحل لا تهدأ ليلًا ونهارًا مشروع هنا وآخر هناك. اللهم زد بيتك هذا تشريفًا وتعظيمًا ومهابة وإجلالًا وأمنًا، وزد يا ربي من شرفه ممن زاره أو اعتمره تشريفًا وتعظيمًا ومهابة وإجلالًا وأمنًا. وبوركت يا خادم الحرمين الشريفين ورفع الله قدرك في الدنيا والآخرة ومتعك الله بموفور الصحة والعافية. وهنيئًا لأكثر من مليار ونصف المليار مسلم هذه المشاريع الهندسية المتميزة لراحتهم وتيسير سبل أداء مناسكهم.. والله الموفق.