تباينت رؤى قياديين في الأحزاب المدنية لانتخابات القمة في حزب الحرية والعدالة غدًا.. منهم من اعتبرها محسومة سلفًا ولا ينتظر منها جديدًا والبعض توقع أن تكون بداية انشقاقات، بالنظر إلى ما حدث من حزب النور السلفي الذي أطيح برئيسه ثم عاد مرة أخرى.. وآخرون خالفت هذا الرأي باعتبار أن الحزب والجماعة يتمتعان بروح انضباطية لا تسمح بمثل هذه الخروقات. يقول الأمين العام لحزب الوفاق القومي د. صفوت حاتم أن الصراعات داخل الأحزاب المصرية ليست وليدة اليوم، ولكنها منذ سنوات، وقال إنه يشم رائحة انقسام قادم داخل «حزب الحرية والعدالة» باعتبار أن أزمة حزب النور السلفي، ليست ببعيدة عن أذهان الجميع، وقال ان الانصراف خلال الفترة الماضية عن البناء السليم لهياكل الحزب بسبب المعارك الانتخابية المتوالية التي خاضها الحزب ولدت صراعات داخلية برز منها الكثير على السطح خلال الفترة الماضية. وقال د. حاتم إن جماعة الإخوان سوف تمتثل لقرار المرشد العام في كل خطوة تخطوها، باعتبار الجماعة هي الراعي الأساس والسند الرئيس للحزب، كما أنها تعد الممول الأول له بالأفكار والتوجهات منذ انتخابات البرلمان والنقابات المهنية مرورًا بانتخابات الرئاسة، مشيرًا إلى أن الانتخابات التي ستجرى الجمعة ما هي إلا شكلية فقط أمام الرأي العام المصري، لكن النتائج محسومة مسبقًا. من جانبه يرى نائب رئيس حزب العمل اللواء طلعت مسلم أن انتخابات حزب الحرية والعدالة لن تكون مؤثرة كما أشيع على هيكله الإداري أو التنسيقي، وأنها مجرد إجراء «روتيني» لأن الحزب يدار بقرار جماعي وليس فرديا، وأضاف أن انتخابات الحزب تعد بداية البناء الحقيقي لهيكل الحزب، موضحًا أن الانتخابات في حزب الحرية والعدالة تختلف عن حزب النور، لكون أن طريقة الإدارة بجماعة الإخوان المسلمين وفي حزبها وبتراكماتها الثقافية وخبراتها السابقة تختلف عن جماعة الدعوة «السلفية» لكونها حديثة العهد مقارنة ب «الإخوان». وتوقع مسلم أن تسير الانتخابات داخل حزب الحرية والعدالة بكل سلاسة بعيدًا عن أي خلافات، نافيًا ما يتردد أن مكتب الإرشاد يتدخل فيمن يترشح لرئاسة الحزب. واعتبر أمين عام حزب التجمع حسين عبدالرازق: أن انتخابات الحرية والعدالة يشوبها عدم الجدية، وقال ان حزب الحرية والعدالة لا يختلف كثيرا عن الحزب الوطني في سياساته وكيفية معالجته للأوضاع السياسية، متوقعًا أن تكون هذه الانتخابات بداية الانشقاقات داخل الحزب وأن تجربة النور ستتكرر، وأنه سينضم إلى الأحزاب التي أنهكها الصراع على المناصب وتشرذم أبنائها بسبب الطمع في الكراسي، مثلما حدث مع الناصريين والشيوعيين والليبراليين الذين استمروا في الانقسام على أنفسهم حتى تفرقوا ونافس بعضهم البعض. وقال عبدالرازق هناك قضية منظورة أمام المحاكم تطالب بوقف حزب الحرية والعدالة عن ممارسة كل أنشطته السياسية والاجتماعية، وفرض الحراسة على جميع مقار الحزب، وأضاف أن الحزب السياسي الذي دعت الجماعة إلى إنشائه من أجل الممارسة السياسية لم يتوقف عن استخدام شعارات دينية، في ممارستهم السياسية خلال الانتخابات في خلط واضح للسياسة بالدين، بل وقاموا بالتأثير في الناخبين من خلال الدعاية لحزبهم ومرشحيهم دعاية دينية صريحة وبوسترات الدعاية الانتخابية لهم كحزب، اشتملت على عبارات الإخوان المسلمين، والإسلام هو الحل، وهو تحد واضح واختراق صارخ للحياة السياسية في مصر.