اعتبر زعيم حزب «غد الثورة» الدكتور أيمن نور أن النتائج التي حققها التيار السلفي في مصر في المرحلة الأولى في انتخابات مجلس الشعب «مفاجأة»، لكنه توقع ألا يواصل السلفيون حصد مقاعد بالنسبة نفسها في المرحلتين المقبلتين. وقال ل «الحياة» إنه ليس متخوفاً من صعود السلفيين، «وأتمنى أن يطوِّروا خطابهم السياسي ويلتحقوا بالجماعة الوطنية». ونالت قوائم «حزب النور» السلفي الذي يقود تحالفاً يضم حزبي «الأصالة» السلفي و «البناء والتنمية»، الذراع السياسية ل «الجماعة الإسلامية»، أكثر من 24 في المئة من أصوات المقترعين في المرحلة الأولى. وينافس مرشحوه على 27 مقعداً في جولة الإعادة على المقاعد الفردية التي انتهى التصويت فيها أمس. وقال المرشح الرئاسي الليبرالي السابق أيمن نور، المتحالف مع حزب «الحرية والعدالة» الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين»، في إطار «التحالف الديموقراطي من أجل مصر»، إن بعض المخاوف من صعود الإسلاميين «مشروعة»، لكنه رأى أن هناك مخاوف «مبالغاً فيها، فهناك قدر من المبالغة له علاقة برغبة بعضهم في الحصول على تأييد المتخوفين، وهذا أمر في غاية الخطورة». وأضاف: «لا أسعى إلى طمأنة الناخبين، لكن مصر أكبر من أن يحكمها تيار سياسي واحد ولا حتى التيار الإسلامي، حتى لو سيطر على الغالبية في البرلمان». وأكد ضرورة القبول بنتائج الانتخابات لأنها «غير مزورة وإن كانت غير عادلة». وشرح أن الانتخابات «لم تشهد حالات تزوير فجة تمس نزاهتها، فلم يكن هناك تزوير مادي ممنهج واسع المدى، فقط بعض الأخطاء في بعض الدوائر، مثل عدّ بطاقات الاقتراع أو تجميع الأصوات، وهذا لا يعطي انطباعاً بأننا أمام انتخابات مزورة... لكنها انتخابات غير عادلة بسبب بعض التجاوزات الإدارية والإنفاق الضخم جداً من بعض القوى على الدعاية بما يتجاوز حد الإنفاق الذي حددته اللجنة العليا للانتخابات». وحذَّر من خطورة الانقسام بين الإسلاميين والليبراليين، وقال إن «الانقسام ليس في مصلحة الإسلاميين ولا الليبراليين... شاركت في تحالف مع الإخوان على خلفية سياسية اتفق عليها الاخوان والليبراليون واليساريون والقوميون وكانت تصلح لأن تكون مبادرة للإجماع الوطني». وكشف أنه يجري اتصالات للتقريب بين التيارين، موضحاً أنه سيدعو بعد الانتخابات إلى مؤتمر «لإزالة التشوهات التي نتجت من المنافسة الانتخابية... قطعاً سيحدث تقارب بين الليبراليين والإسلاميين، وهذا الصراع المحتدم طبيعي بسبب طبيعة المنافسة الانتخابية». ولفت إلى أن قوائم «الحرية والعدالة» تضم مرشحين لأحزاب أخرى، ومن ثم، فإن القول بأن قوائم «الإخوان» نالت أكثر من 36 في المئة «مغلوط»، مشيراً إلى أن مرشحي الحزب هم الأكثر عدداً على قوائم «التحالف الديموقراطي»، لكن في الوقت نفسه هناك «مرشحون كثر» ل «غد الثورة» و «الكرامة» و «الحضارة». وأوضح أن بين المرشحين الذين ضمنوا النجاح على قوائم «الحرية والعدالة» اثنين ل «الحضارة» وعبد المنعم التونسي مرشح «غد الثورة» في أسيوط، فضلاً عن مرشحين في ترتيب متقدم في القوائم يضمن لهم الفوز، مثل نائب رئيس الحزب محمد عوف في الدقهلية وعزة سليمان في السويس ومحمد فاروق في الجيزة وعبدالفتاح الشافعي في الغربية. وقال إن «هؤلاء مرشحي غد الثورة وسيشكلون وغيرهم كتلته البرلمانية المقبلة، رغم خوضهم الانتخابات على قوائم الحرية والعدالة، من ثم لا يمكن تحديد نسب فوز كل حزب قبل تشكيل البرلمان».