أطلقت شركة المياه الوطنية حملة (الأربع دقائق) لترشيد الاستهلاك والمحافظة على المياه، وأوضحت الشركة أن الحملة تقوم على إرشاد العملاء للاستحمام لمدة أربع دقائق فقط، وذلك بغرض توفير (130) لترًا من المياه للفرد في كل فترة استحمام، ويأتي ذلك ضمن مساعٍ لترشيد استهلاك المياه، حيث نأتي في المرتبة الثالثة من حيث استهلاك الفرد. الحملة غامضة وغير موفقة، وعليها عدة ملاحظات: أولاً: الوقت، فالاستحمام أمر شخصي يختلف من شخص لآخر، هناك مَن يستحم في نصف دقيقة، وهناك مَن يستحم في ساعة، وهناك مَن يستخدم الدش، وهناك مَن يستخدم المغطس، والنساء غير الرجال، والصغار غير الكبار. ثانيًا: الاستحمام ليس هو أكبر هدر، فهناك مياه السيفونات، والوضوء المتعدّي، وغسيل الحوش، وغسيل السيارات، وترك صنبور الماء يتدفق أثناء الحلاقة، وغسيل الملابس، وسقاية الحدائق، والنوافير، وكلها تحتاج للترشيد. ثالثًا: هناك حملة سابقة لترشيد الاستحمام، من نفس الشركة، ويا ليتها أكملت عليها، وهي استبدال رأس المروش، بجزء اقتصادي، ويعتمد على تقنية بسيطة ومؤثرة في توزيع الماء الخارج، وهو يوفر 30% من ضخ المياه، فهو سلعة رخيصة، ولكن قدرتها على الترشيد عملية. رابعًا: أكبر هدر مائي هو في الصيانة، وفي الشبكات المهترئة، فنسبة التسرب في المياه من الشبكة تصل 20%، وفي بعض المواقع تصل إلى أكثر من 40% ممّا يؤدّي إلى فقدان كميّات كبيرة من المياه في التراب. ومع ذلك، من حق شركة المياه الوطنية أن تقلق، فالماء سلعة ثمينة ومدعومة، وتُباع بأقل من سعر إنتاجها بمراحل، وتعد المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم، بنسبة 18% من إنتاج المياه المحلاة عالميًّا، و41% من إنتاج المياه المحلاة خليجيًّا، وتبيع المتر المكعب بسعر 30 هللة، بينما يباع في ألمانيا بسعر 6.38 ريال، بينما يكلفنا إنتاج مياه البحر المحلاة 15- 25 ريالاً للمتر المكعب، ونقله إلى مسافات طويلة يكلفنا 15- 25 ريالاً، وعند جمع ذلك، فإن ما يدفعه الفرد حوالى 1% من القيمة الحقيقية لتكلفة الإنتاج، لذلك من حق شركة المياه عمل عشرات الحملات للترشيد. تويتر: @mbalilah [email protected]