سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جمهور الأحساء يتفاعل مع “حدث في مكة" والمشاهد الحزينة للراحل أحمد السباعي الجمعان: هذا العرض يؤكد أن المعاناة منذ عام 61 لا يزال المسرح السعودي يعيشها في 2012
عرضت مساء الخميس الماضي على مسرح جمعية الثقافة والفنون بالأحساء مسرحية «حدث في مكة.. ترنيمة إلى الشيخ أحمد السباعي» وهي من تأليف الدكتور سامي الجمعان أستاذ الدراما والسرديات بجامعة الملك فيصل، ومن سينوغرافيا وإخراج سلطان النوه، وإنتاج فرقة المملكة للإنتاج المسرحي. وقام بأداء أدوار المسرحية نخبة من أعضاء الفرقة، وهم: خالد الخليفة (في دور أحمد السباعي)، وماجد النويس (في دور أحمد أبو خليل القباني)، وفيصل المحسن (في دور المخرج)، وإبراهيم الجنوبي (في دور المؤلف)، وعبدالرحمن المزيعل (في دور السقا)، إضافة إلى كل من: عبدالله الفهيد، ومهند الذكرالله، وعماد البريه، والديكورات المسرحية الفنان التشكيلي يوسف السالم، والموسيقى التصويرية للفنان محمد الحمد، والألحان لعمر الخميس. رسالة المسرحية تتلخص في الاشارة إلى مشروع أحمد السباعي الريادي في انشاء فرقة مسرحية على أرض مكةالمكرمة في زمن لم يكن فيه المسرح قد أصبح ثقافة شعبية، ولم يكن بعد قد تم تداوله بين أفراد المجتمع، بل كان الاقتراب منه محل شك وريبة، وبدأ العرض بالحماس الذي كان عليه السباعي في مشروعه وكيف أنه اشترى قطعة أرض بنى عليها مسرحه وكيف أسّس فرقة واستقطب مخرجًا من مصر العربية، إلا أنه اصطدم بواقع مغاير لا يتسق مع طموحه وأهدافه السامية، فبدأ المغرضون بترصد خطواته والإساءة إليه من أجل اسقاط مشروعه، وحاول أن يستمر بافتتاح عرضه الأول «فتح مكة» إلا أن مسرحه أُغلق في ليلة الافتتاح وسقط المشروع برمته. حول العرض، يقول مؤلفه ومشرف الفرقة سامي الجمعان ل «المدينة»: اعترف بأن طرق تجربة السباعي وملابساتها لم تكن بالأمر الهيّن ولم تكن بالبساطة إنما اجتهدت لأضع تجربة هذا الرائد السعودي المغامر أمام الرأي العام وأن أُعيد للأذهان ما قام به رحمه الله على الرغم مما واجهه وواجه مشروعه من مأساة توقفٍ واغلاق. وأضاف: إذن «حدث في مكة» مسرحية تبحث في الجانب الاجتماعي للمسرح وهل استطاع أن يرسّخ دوره وفاعليته في ثقافة الناس ليأتي الجواب عبر ما جرى للسباعي بأن المسألة ما تزال على المحك وأن الوضعية ما تزال مربكة في النظر إلى المسرح، لذا تأتي الدعوة صريحة بوجوب إعادة صياغة مفاهيم الناس للمسرح ودوره وأهميته دونما اسفاف أو ما شابه، كما يؤكد هذا العرض على أن ما عاشته هذه الفرقة عام 61 ميلادية ما يزال المسرح السعودي يعيشه الآن في العام 2012، فما تزال النظرة للمسرح غير واضحة، لا على المستوى الرسمي ولا على المستوى الشعبي، ولا زال المسرح السعودي مجرد اجتهادات فردية لا مؤسساتية، وأتصور لو أن مشروع دار قريش للسباعي نجح حينها وكرّس دور المسرح بين الناس لكنا كسعوديين ننظر للمسرح نظرة أكثر توازنًا ووعيًا. من جانبه، يرى المخرج سلطان النوه أن سقوط مشروع السباعي له دلالات كبيرة ومن هنا تأتي أهمية توظيفه مسرحيًا وإعادة طرحه وطرح طموحاته، بمعنى أننا نقول أن المأساة التي عاشها رائدنا السباعي ما تزال قائمة وأن المسرح ما يزال يعيش على الهامش وأن الحالة بحاجة إلى إعادة وعي الناس بالمسرح الجاد والواعي والفاعل. قُدم العرض على مسرح جمعية الثقافة والفنون بالأحساء، وشهده حضور كثيف تفاعلوا مع لحظات العرض ومواقفه الكثيرة، وتفاعلوا مع المشاهد الدرامية الحزينة التي مر بها الأديب الراحل أحمد السباعي والذي أجاد الفنان خالد الخليفة في تجسيد دوره بشكل ملفت على مستوى الشكل والأداء الرفيع، فضلا عن السقا الذي جسّده الممثل الشاب عبدالرحمن الزيعل، والمخرج المصري الذي جسّده الفنان المتميز فيصل المحسن وبقية أفراد العرض.