هذه الشريحة العمرية هي المعنية بعصر العولمة وقضاياه ومشكلاتها فالعولمة مشروع كوني للمستقبل كما يطمح واضعوه ومفكّروه والداعون إليه كما وضحت في المقالة السابقة أن الإعلام الجديد شكل نقلة مذهلة تأثر بها الجميع وخصوصًا الشباب إذ لا يخفى ما لهذه الشريحة من تأثير على مجتمعاتها. خصوصًا أن الشباب في البلدان النامية أسرع شرائح سكان العالم نموًا، كما يشكل الشباب تحت سن الخامسة والعشرين أكثر من نصف سكان البلدان النامية البالغ عددهم خمسة بلايين نسمة ومن ثمّ، فإن الشباب لا يمثلون المستقبل فحسب بل هم الحاضر أيضا ونتيجة للعولمة والتقدم التكنولوجي ازداد التواصل فيما بين شباب اليوم كثيرًا عن ذي قبل وأصبح صوتهم مؤثرًا على نحو أكبر فهم يشكلون مصدرًا لم يستغل بعد لتحقيق التنمية والتغيير والتقدم. ولعل هذه الشريحة العمرية هي المعنية بعصر العولمة وقضاياه ومشكلاتها فالعولمة مشروع كوني للمستقبل كما يطمح واضعوه ومفكّروه والداعون إليه، لذا فإن الجيل الجديد هو الأسبق بالتعاطي معه والتأثر بوسائله التي تمثل الإعلام الجديد الذي اصبح يعيد صياغة الواقع بآلية تلقائية تنتشر يوميا وتؤثر في منظومة المجتمع. وإذا لم يحسن استخدامها فان لها تأثيرات سلبية كما لها تأثيرات ايجابية. فنماذج العولمة من فكر وثقافة اصبحت واسعة الانتشار من خلال الإعلام الجديد وأصبح هذا الإعلام هو (المربي الآن وليس المدرسة والأسرة) والشباب يقع تحت هذا التأثير ويعيد تشكيله ايضا لأنهم الأقدر على الاستجابة والتقبّل السريع لأي مفاهيم جديدة خارجة عن المألوف خاصة إذا كانت تقدم لهم بوسائل باهرة وبطرق تقنية تؤثر في نفوسهم. وقد يؤدي إلى سهولة السقوط تحت تأثير أي إعلام معاد له ولوطنه وتراثه الثقافي والحضاري. كما بدأنا نلاحظ من انتشار لأفكار الحادية وتشكيك في وجود الله بادعاء أن من حق الشباب التفكير والتساؤل في وجود الله !! - والعياذ بالله منهم - وللأسف لم نجد إلى اليوم دراسة عن هذه الحالات ومثال لها قصة أحدهم التي دافع عنه البعض ممن يعيثون فسادا في المجتمع بادعاء حرية التفكير والمعتقد !! ومن يعيدون نشر أفكار الملحدين الآن بدعوى حرية النقاش وحرية الرأي !! ولعل من تأثيرات هذا الإعلام الجديد كما جاء في دراسة في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة اعدها د. صلاح محمود على شريحة عشوائية من الأعمار بين (15 -35 عاما) درس فيها تأثير مواقع الانترنت والمدونات وغرف المحادثات، فوجد أن هذا التأثير يلقي بظلال سلبية على ثقافة وسلوك الشباب العربي بشكل عام. منها تأثر اللغة العربية لأن الانترنت وسيلة اتصال سريعة واكبتها محاولات لغرض عدد من المفردات السريعة والمختصرة للتعامل بين الشباب مثل الحروف العربية (لغة القرآن) تحولت إلى رموز وأرقام وباتت الحاء 7، والهمزة 2 والعين 3 وكلمة حوار تكتب7 war وكلمة so3ad وكلمة you u وفسر الباحث لجوء الشباب إلى لغة حديثة حوارية بوجود شعور بالاغتراب لديهم يدفعهم للتمرد على النظام الاجتماعي وتكوين عالمهم الخاص بعيدا عن قيود الآباء، وقال: (إنهم يؤلفون هذه اللغة كقناع في مواجهة الاخرين). هذا رأيه وربما يكون هناك تفسيرات اخري إذا ما أعيد البحث لمعرفة لماذا يستخدم الشباب أنفسهم هذه اللغة؟ لأننا هنا نفسر الظاهرة من وجهة نظرنا نحن وليس من واقع الشباب أنفسهم. إن تأثر وتأثير الشباب بالإعلام الجديد ليس سلبيا كله بل في العديد من فعالياتهم نجد توجها جديدا للنقد الايجابي لمشكلات المجتمع مثل برنامج (على الطاير) الذي يشكل تفوقا على الإعلام الرسمي. وفي بعض بل العديد من المواقع التي تحمل هما اجتماعيًا لهم الأمة الاسلامية وقضاياها المعاصرة مثل تحرير المسجد الأقصى. وتحرير الأرض المحتلةفلسطين، والوقوف ضد أي اساءة لمكانة الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم. ** ما اود تلخيصه هنا هو أن شعارات نشر الديمقراطية وقيم الحرية التي صاحبت الحرب على الارهاب كما تدعي امريكا والدول التي ساندتها في الحرب على العراق وأفغانستان وما صاحبها من حملات إعلامية بل دعائية ستؤتي اكلها ولكن لصالح جيل الشباب العربي بإذن الله، وليس ضد مجتمعاتهم !! أكاديمية وكاتبة [email protected]