تنطبق مقولة "للصبر حدود" على حالة الغليان التي يشعر بها الشعب الإيراني منذ القمع الوحشي لاحتجاجاته على نتائج الانتخابات التي جرت قبل 3 سنوات عندما أعادت تلك المشاهد إلى الأذهان نفس صور القمع التي كان يتعرض لها الإيرانيون خلال فترة حكم الشاه خاصة في نهايتها. المشهد نفسه تكررت بداياته أمس وأمس الأول من خلال مظاهرات الاحتجاج التي شهدتها طهران ومشهد والتي تصدت لها قوات مكافحة الشغب التابعة للحرس الثوري وقوات الباسيج بالهراوات والقنابل المسيلة للدموع والصعق الكهربائي، واعتقلت أعداد كبيرة من المحتجين، هذه المظاهرات الجديدة تعتبر مؤشرًا على غضب الشعب الإيراني على سياسات الحكومة على خلفية الهبوط الحاد في العملة الإيرانية التي خسرت نصف قيمتها تقريبًا في أقل من أسبوع، حيث وصلت تلك الاحتجاجات إلى ذروتها أمس الأول في البازار التاريخي الكبير وسط طهران الذي يضم عددًا كبيرًا من المتاجر المشهورة التي أغلقت أبوابها بسبب الفوضى التي اعترت الحي. تكمن المفارقة هنا في أن المشهد الراهن في طهران يحمل أكثر من تفسير تعكس كلها وضعًا إيرانيًا آيلاً للسقوط والانهيار في أي لحظة، ففي الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن العقوبات الغربية هي المسؤولة عن تدهور العملة، وهو بهذا الطرح يعترف بمؤشرات الانهيار والوضع الاقتصادي الحرج الذي وصلت إليه البلاد تحت ضغوط العقوبات الدولية، يقول منافسوه إن سوء إدارته للاقتصاد هي السبب الحقيقي لهذا التدهور الذي يعني شيئًا واحدًا: انهيار الاقتصاد الإيراني نتيجة السياسة الإيرانية الخاطئة، وهو ما عبرت عنه لافتات الاحتجاج التي رفعت خلال التظاهرات. ترافق اندلاع هذه الاحتجاجات في طهران ومشهد، وما يتوقعه المراقبون بأنه بداية البداية لانطلاق ثورة ربيع إيراني - ترافق تلك الاحتجاجات مع احتجاجات مماثلة لدى الحليف السوري في القرداحة التي تعتبر عاصمة العلويين، يعني شيئًا واحدًا : دخول النظامين الإيراني والسوري معًا غرفة الإنعاش وتضاؤل أي نسبة في فرصتهما لتجاوز الأزمة، خاصة بعد تسارع عوامل الحسم بعد الاشتباكات الحدودية السورية - التركية، مع الوضع في الاعتبار أن نهاية نظام الأسد يعني أيضًا النهاية الحتمية لنظام طهران..