يقال: "إننا شعب لا نحب التخطيط ولا نرتضيه منهجًا، وأن الطلبة لدينا لا يخططون لمستقبلهم والفتيات لا يخططن لمستقبلهن". هل هذا صحيح؟ هل ديننا لا يحث ولا يؤسس المسلم والمسلمة القائمة حياتهما على التخطيط؟ برأيي أن هذا الكلام غير صحيح، والإسلام منه بريء، ولإقناعك عزيزي القارئ سأسوق لك بعض النصوص الدالة على التخطيط، بل التخطيط المبكر. من ذلك اختيار أم أبنائك أوزوجتك، فقد نصحنا باختيار الودود الولود ذات الدين... وهذا تخطيط مبكر جدًا وتأمل في نتائجه البعيدة المدى لتعلم حرص الإسلام على غرس التخطيط المبكر منهج حياة. ومن ذلك ليستجاب دعاؤك فعليك بأن تخطط لذلك جيدا، فكسبك يجب أن تخطط ليكون حلالا، وصياغتك للدعاء يجب أن تخطط لها وتنتقي لها العبارات التي تليق بحضرة من ستدعوه، ويفضل التخطيط للزمان والمكان أيضا؛ فهناك أماكن وأزمان فاضلة، ولذا فكثير من المسلمين يختار الدعاء في السجود والبعض في وقفة عرفة والبعض في صيامه أو قيامه، والبعض عند الكعبة وهكذا فكل هذا يقتضي التخطيط. أمر آخر يدل على أننا نخطط وأننا أمة التخطيط ما يفهم من قوله تعالى(وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل....) فالقوة وهيبة الدولة تقتضي التخطيط المبكر لتكوين الجيش وتجهيزه بما يلزم. وأمر آخر يفيد التخطيط كذلك ما جاء في الأولاد والبنات في حثهم على الصلاة: ( مروا أبناءكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر.....) فالتخطيط للتربية وتوزيع الجهد على حسب مراحل العمر للفئة المستهدفة تخطيط منظم ودائم يقتضي وضع إستراتيجيات طويلة المدى. وانظر لمثال آخر لا يقل أهمية، ذلكم هي الرضاعة وكونها لمدة سنتين تقتضي التخطيط من الأم. والتهيئة لفطام الطفل تقتضي التخطيط مع تهيئة الطفل ووضع الحلول ليمكن أن يستغني عن الحليب. مثال آخر، التبكير لصلاة الجمعة وتوزيع الأجر حسب درجة التبكير وفي أي ساعة وهذا يقتضي التخطيط. بل الصلاة بخمس فروضها تقتضي من المسلم والمسلمة التخطيط الدائم ؛ فذلكم الرباط فذلكم الرباط. ومما يدل على التخطيط المبكر ما يحدث في أيام العشر، فمن كان عازما من غير الحجيج على الأضحية، فقد أمر ألا يأخذ من شعره وأظفاره شيئًا، وهذا يقتضي ويستلزم من المستهدف العمل على متابعة رؤية هلال ذي الحجة مثلا، لكي لا يدخل الشهر وهو لما يأخذ من أظفاره ومن شعره ليتركهما لاحقا طيلة العشر. وهذه الأمثلة جميعها تؤكد الهدف السامي والغاية الكبرى لكل مسلم بالتخطيط ليكون في جنات النعيم ويبتعد عن نيران الجحيم، فهذا هو الهدف السامي. بعد كل هذا هل سيأتي من يقول بأننا لم نرب على التخطيط، ولا نربي أبناءنا عليه؟ قد نكون لا نملك تخطيطًا بأنفسنا ومؤسساتنا لقصور منا، ولكن ليس العيب ناتجًا من ديننا. ورقة عتاب هل خطط المسؤولون لدينا لمواجهة تنامي وزيادة أعداد العمالة الوافدة؟ هل ما نشاهده من تراجع في نجاحاتنا الرياضية مثلا يدل على عدم التخطيط؟ هل تم التخطيط لكبح زيادة الأسعار؟ هل تم التخطيط جيدا لرفع كفاءة المطارات والطائرات؟ وورقة شكر لوزارة التعليم العالي التي نجحت في القضاء على ظاهرة كانت متفشية لعهد قريب وهي صعوبة الحصول على مقعد جامعي فالحمدلله؛ التوسع في القبول والتوسع في افتتاح الجامعات والكليات شاهد على النجاح. ورقة من السنة: عن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي: "سل؟ . فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: أوغير ذلك؟ قلت: هو ذاك. قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود. ورقة ختام: أول ما تأخذه من الدنيا شهقة هواء .. و أول ما تتركه من الدنيا زفير هواء ! هذا هو العدل : إنك تعيد ما أخذت !! للتواصل: FahadALOsimy. تويتر بريد: [email protected]