هناك نوعية معيّنة من النساء السعوديات، شخصياتهن -من وجهة نظري- شديدة التعقيد، والتعامل معهنّ بالغ الصُّعوبة، لعلّه نتيجة معاناتهن من تسلّط بعض الرجال، وتفرّدهم بالقرارات الأُسَرية والاجتماعية والمادّية، وإساءتهم استخدام القوامة، بمباركة من بعض فئات المجتمع، مما أثّر بشكل سَلبي في نفسياتهن، وزاد من كَبت مشاعرهن، وبعضهن تربّين في نمط حياة عائلية قد لا يرغبنه، ولا يُسمح لهنّ بمناقشته إلا في حدودٍ ضيقة، أما بعضهن الآخر فاضطررن إلى الاستسلام لقيود اجتماعية، والرضا بآراء معينة، لا تحظى بقبول كلّ الناس. من الملاحظ اختلاف النظرة الاجتماعية لبعض الناس، وتقبلهم آراء حديثة غير تقليدية، في ظل الانفتاح الثقافي، والتعرّض للقنوات الفضائية وشبكات التواصل الاجتماعي، ومجتمعات متقدمة حضاريًا وسلوكيًا، ونتيجة ارتفاع مستويات التعليم، فقد تغيرت كثيرٌ من المفاهيم، وتطوّرت كثيرٌ من السُّلوكيات، مما أثّر على استيعاب بعض النّساء السُّعوديات لها، نتيجة ضيق أُفقهن، وكبتهنّ لسنوات طويلة من قِبَل ذويهن، وضَعف قدرتهن على التعامل السليم مع الرجال، وبخاصة في بيئات العمل، فأصبح بعضهن مُتنمّرات، مُتسلّطات، يتصنّعن القوّة لإخفاء ضعفهن، وظَهر جيلٌ من الشابات اليافعات، يُدافعن بشراسة مُفرطة عن حقوقهن، ونساءٌ تخلّين عن صفات الأنوثة والتحبّب للزوج، واستمرأن الكيد والمكْر والنّكَد، والإساءات اللفظية، وفظاظة الأسلوب وارتفاع الصوت، وشراسة الطّبع، والانفلات في القيل والقال، والتنغيص على الأزواج لأتفه الأسباب، فبعضهن مصابات باضطرابات الشخصية، وأمراضٍ نفسية تستدعي علاجًا سلوكيًا، أو دوائيًا، للتخلص من التوتر المفرط، وتجنّبًا لانهيار كثير من الزيجات، في مراحل مبكرة، لأسباب كان من الممكن تلافيها. وتتعرض النساء إلى الإصابة بالأرق المزمن، واضطرابات نفسية أكثر من الرجال، نتيجة عوامل حيَوية وهُرمونية، إلا أن العوامل البيئية والتربوية -في رأيي- أدّت إلى إصابة بعض النّساء السعوديات بمشكلات سُلوكية مُزمنة، لا تقتصرُ على التذمّر المستمر، والإفراط في الطلبات المادية والعينية، أو اللجوء إلى الابتزاز العاطفي للزوج فحسب، بل إن بعضهن فقدن هُويتهن، وأضعن وجهتهن، وجهلْن ما يرغبن في تحقيقه، فلا حيلة لكثير من الرجال مَعهن، إلا قول: "ربّ سلّم سلّم"!!. [email protected]