وقف الكاتب خلال ما يقارب ثلاثين عامًا على مئات المواقع في الوطن الحبيب وفي جميع جهاته حيث أحبّ تلك المواقع لارتباطها بالتاريخ والأدب شعرًا ونثرًا ومنها مواقع لها ارتباط بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث رصدها والسيرة هي (الحبُّ كله)، وينطبق على حال الكاتب قول الشاعر المتتبع لمواقع حبيبته: يومٌ بحزوى، ويومٌ بالعقيق وبالعُذيب يومٌ، ويومٌ بالخليصَاءِ وتارة تَنْتَحِي نجدًا، وآونةً شعبَ الغُويْرِ، وطَوْرًا قصرَ تيماءِ وحيث وقف الكاتب على ما ورد آنفًا أو أغلبها وبما أن العُذَيْب أحد تلك المواقع فلابدّ من ورود ماء العُذَيْب وإلقاء إضاءة عليه حيث يقع العُذَيْب ما بين العُلا والحِجر وهو محطة قديمة لاستراحة القوافل، سواء قوافل التجارة بشتى أنواعها قديمًا التي تقصد الأسواق الشهيرة مثل سوق القَرْح (المعتدل) بوادي القرى والحجر أو سوق تيماء وسوق دومة الجندل وأسواق شمال الجزيرة العربية الأخرى أو قوافل الحجيج إلى مكةالمكرمة وزوار المدينةالمنورة ويتكرر اسم العُذَيب ومشتقاته في كثير من المواقع وكذا اسم عُذَيْبَة، كما ترد كلمات مثل (عَذْبة اللمى) و(عذبة الثنايا) أما العُذَيب فقد اشتهر بوفرة الماء وعذوبته حتى أن الإبل تحنّ إلى ماء العذيب : تمنتْ اَحَاليب الرعاء وخيمة بنجد فلم يقدر لها ما تمنّتِ اذا ذَكَرَتْ مَاء العُذَيْبِ وطيْبِه وبَرْدَ حَصَاهُ آخرَ الليلِ حَنَّتِ لها أنَّةٌ وقتَ العِشَاءِ وأنَّةٌ سُحَيرًا فلو لا انّتَاهَا لَجُنِّتِ بأكثرَ منِّي لوعة غير أنني أجمجم أحشائي على ما اَجنَّتِ وهذا الشاعر الذي (يجمجم أحشائه) من لوعة الحبّ لايبعد عنه كثيرًا شاعر آخر في قوله: إذا وجدت أوار الحبّ في كبدي عمدت نحو سقاء القوم أبتردُ هَبْني بردت ببرد الماء ظاهره فمن لحرٍّ على الأحشاء يتقدُ وقائل البيتين السابقين أحد فقهاء المدينة السبعة ويُهدي الكاتب كل قارئ وقارئة المزيد من حب الفقهاء.