أدفأ الناس هذه الأيام (الحداد) و(الفران) و(بائع التميس)!.. والذين كانوا يبتعدون عن مواقدهم بالأمس، يستطيبون مكانهم اليوم.. لكن دوام الحال من المحال، فالبرد سيعقبه الحر بهجيره.. والهجير أهون من الهجر على المحب الذي لا يبرد فؤاده إلا بالوصال، ويصح فيه قول جدنا الشاعر (الحبيب): إذا ما وجدتُ أوار الحب في كبدي عمدت نحو سقاء القوم أبتردُ هبني بردت ببرد الماء ظاهره فمن لنيران حبّ حشوه تقدُ والحب ليس له زمان.. إنه يسيح في الأرض عبر الأزمنة والأمكنة، فيضخ كيمياءه دون (إحم) أو (دستور).. مرة (ينسنس) كما العافية، ومرة منطلق كما (البركان)، حتى يقول المبتلى (ياريت اللي جرى ما كان).. اللهم حوالينا ولا علينا!..