بعنوان «ندوة الوطن في عيون أبنائه» شهدت كلية الآداب والعلوم الانسانية بجامعة الملك عبدالعزيز يوم أمس تحت رعاية عميد الكلية الدكتور أسامة بن رشاد جستنية شملت حوارا مع الشباب، وحاضر في الندوة الداعية الشيخ على عمر بادحدح عضو التدريس بقسم الدراسات الإسلامية والدكتور عبدالرحمن بن سعد العرابي رئيس قسم التاريخ وحضرها عدد كبير من أعضاء هيئة التدريس وطلاب الجامعة. وجاء في حديث الدكتور بادحدح أستاذ الدراسات الإسلامية بالجامعة أن الوطن يشكل هوية الدول الحديثة وأن المكونات للهوية ترتكز على أربعة محاور أساسية هي الدين فهو نبض القلب والتاريخ ذاكرة العقل والقلب واللغة نطق اللسان، فالدين هو المكون الأساسي وهو جوهر الهوية لأنه لا يوجد مجتمع بلا دين بغض النظرعن صحة هذا الدين، وكل مجتمع له لغة وتعرف باللغة القومية فكل فئة لها لغة واللغة هي وسيلة التواصل وفخر واعتزاز لكل أمة وهي جسر الدين وعرس البيان وقنطرة المعرفة. وقال إن كل مجتمع له تاريخ نشأة، وتطور الدولة هو نصرة الدعوة فدولتنا ينص فيها النظام على الكتاب والسنة وميزها الله بالحرمين الشريفين مما جعل لها مكانة إسلامية وعالمية وقامت على التحالف في جميع مجالات الحياة المختلفة ولها تجربة تعليمية فريدة وهي الدولة التي لم يدخلها الاستعمار وفيها الكثير من المنظمات الإسلامية ولعل أبرزها منظمة التعاون الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي. واستعرض في ختام كلمته بعض كلمات ملوك الدولة وعلى رأسهم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه-. بعد ذلك تناول الحديث الدكتور عبدالرحمن بن سعد العرابي رئيس قسم التاريخ بالجامعة فقال إن الوطن هو جزء ومكون أساسي من هوية الإنسان وأنه سوف يترك الحوار للشباب لأن هذا اليوم هو يومهم وأنه لا عطر بعد عروس فالدكتور بادحدح قال عطورا كثيرة. وقال أود أن أبدي سعادتي بمشاركتكم في هذه المحاضرة أولا وسعادتي عن بعض المظاهر التي أراها في الشارع من بعض الشباب التي تدل على الانتماء للوطن فلعل أبرز هذه المظاهر تزيين الشباب لسياراتهم احتفالا باليوم الوطني وتغريداتهم في مواقع التواصل الاجتماعي وتوشحهم لشعار وعلم الدولة، ويؤسفني ما يحدث من أفعال بسيطة تخدش هذه الصورة الجميلة. وقال العرابي إن صوت الشباب هو صوت العصر ويجب أن نستمع لهذا الصوت فبناء الأوطان يبدأ من الاهتمام بقيمة الإنسان فأنتم أيها الشباب من سيبني هذا الوطن ويسعى إلى تطويره فيجب أن نتحاور ونسمع للطرف الآخر فنحن في انتظار مشاركاتكم أبناءنا الشباب. ومن هنا بدأ الشباب بطرح ما لديهم من استفسارات ومقترحات حول الاحتفال باليوم الوطني فلعل أبرز ما طرحته الشباب هو المطالبة بأماكن مخصصة لمثل هذه الاحتفالات وألا توجه تهمة الفوضى لجميع الشباب لأن من يقوم بأعمال الشغب والتخريب إنما هم فئة معينة وألا يكون اليوم الوطني يوم إجازة وإنما يوم عطاء تضاعف فيه جهود أبناء الوطن لبناء وطنهم وألا يكون في هذا اليوم أي مطالبات لحقوق فالمطالبة بالحقوق له سبل وأوقات ومسارات أخرى، كما عبر الشباب عن ألمهم لما يحدث لإخوانهم في سوريا وأنهم كانوا لا يريدون المشاركة في هذا اليوم تضامنا مع الشعب السوري لكن حبهم لوطنهم كان السبب. بعد ذلك أصدرت الندوة عدة توصيات لتتبناها الكلية وأبرزها تخصيص أماكن عامة للشباب لممارسة أي احتفال يعزز فيهم الانتماء لدينهم ووطنهم وأن يكون هناك ورش عمل مستمرة تناقش قضايا الشباب وتسعى إلى معالجتها وإنشاء فرق شبابية إضافة إلى الأندية الشبابية داخل الجامعة.